انتقدت صحف وشبكات إخبارية عالمية
الحوار التلفزيوني الأول الذي أجراه المرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق عبد الفتاح
السيسي وأذيع مسجلا على جزءين يومي الاثنين والثلاثاء.
ورأت صحف أمريكية وبريطانية أنه بدلاً من توجيه أسئلة مفاجأة - نوعا ما - لا يمكن التنبؤ بها، وتلقي إجابات مباشرة عليها، تم كتابة سيناريو المقابلة بإحكام، مع فحصها بعناية من قبل حملة السيسي الانتخابية على مدى يومين قبل إذاعتها.
المذيعان خائفان
وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن الأسئلة الموجهة للسيسي في لقائه التلفزيوني كانت ودية وغير صدامية، من قبل المذيعين اللذين حاوراه لميس الحديدي وإبراهيم عيسى، لافتة إلى أن المقابلة كانت مدبرة للغاية لتمهيد الطريق له قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية".
من جانبها، قالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن المحاورين تجنبا التطرق إلى أسئلة هامة خلال حوارهما مع السيسي وبديا خائفين من إغضابه.
وأضافت سكاي نيوز، في تقرير لها حول الحوار: "لم تشهد المقابلة التي دامت اربع ساعات، أي ذكر لقتل مئات من أنصار الإخوان المسلمين في اعتصام رابعة العدوية في أعقاب الانقلاب، ولا عن آلاف المعتقلين الذي تم الزج بهم في السجون دون اتهامات".
وقالت الشبكة إن مقدما البرنامج لم يردا السيسي عند تصريحه بأن الجيش لم يلعب أي دور في السياسة
المصرية منذ عقود عندما كان يجيب على سؤال حول خلفيته العسكرية وإدارته البلاد في ظل نظام عسكري.
وحين سألته لميس الحديدي عن أسرته والمكان الذي نشأ فيه، تحدث السيسي بشكل عاطفي عن زوجته وأطفاله، فيما يبدو أن هذا الجزء صمم خصيصا لإظهار الجانب الإنساني لديه، حيث إن عامة المصريين رأوا سابقًا السيسي العسكري، وكان عليهم أن يروا السيسي الزوج والأب خلال هذا الحوار، بحسب الشبكة.
وقال سكاي نيوز إن السيسي في بعض الأوقات كان يتحدث كما لو كان الرئيس وليس المرشح، باستخدامه النبرة القومية والأبوية لمخاطبة المصريين، دون أن يعرض أي تفاصيل عن سياساته الاقتصادية أو الاجتماعية.
واختتمت الشبكة تقريرها قائلة، إن أداء المشير السيسي كان مقنعًا لعامة المصريين الذين سئموا من تواتر الأزمات ويبحثون عن منقذ للبلاد، لكن آخرين يعتبرونه عودة للسلطوية والدولة الأمنية التي تُوفي المئات في مكافحتها خلال ثورة 25 يناير 2011.
نسف آمال المصالحة
من جانبها، رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن السيسي ينسف آمال المصالحة السياسية في مصر، في تعليقها على تعهد خلاله بالقضاء على جماعة الإخوان.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات السيسي تؤكد إصراره على تضييق الخناق على الإخوان، وعدم العودة للوراء إذا فاز بالانتخابات الرئاسية القادمة، مشيرة إلى أن تصريحاته تعد رفضا صريحا من جانبه لخوض أي محاولات للتصالح مع جماعة الإخوان التي جاءت للسلطة بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأوضحت أن السيسي - المتوقع بقوة أن يفوز في سباق الانتخابات الرئاسية الشهر الجاري- أنكر وجود أي طموحات سياسية لديه عندما أطاح بحكم مرسي العام الماضي، وأشار إلى أنه غير موقفه بسبب الأخطار التي هددت مصر من الداخل والخارج.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يومي 26 و27 مايو الجاري مرشحين اثنين فقط هما المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع السابق وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي.
الورقة الرابحة
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الورقة الرابحة للمشير السيسي هي المسألة الأمنية، وأنه لن يضيع فرصة للتحدث عن التهديدات الخطيرة التي تواجه مصر، لتبرير حاجة مصر لرئيس ذي خلفية عسكرية، وأيضًا لتبرير الحملة
القمعية الجارية ضد مؤيدي الإخوان المسلمين والقوى المعارضة الأخرى.
وشبه السيسي الإرهاب الذي تشهده مصر حاليا، بالإرهاب الذي تقاتله القوات الأمريكية في أفغانستان، قائلاً إن "عملية عسكرية كبرى" يتم تنفيذها في شبه جزيرة سيناء المضطربة، مشيرا إلى أن 1200 من أصل 1300 نفق بين مصر وقطاع غزة المحاصر تم تدميرها خلال الأشهر القليلة التي أعقبت
الإنقلاب.
ونوهت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى أن المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي كان حاسماً في كلماته خلال المقابلة حينما تحدث عن التهديدات الأمنية التي تواجهها مصر، مشيرة إلى أن السيسي لم يلجأ إلى المناورة وكان صريحاً في المقابلة، وأعلن صراحة ما سيفعله إذا فاز في الانتخابات الرئاسية في هذا الشأن".
وفي الجزء الثاني من المقابلة الذي تم إذاعته مساء الثلاثاء تجنب السيسي الإجابة على الأسئلة الهامة والمحورية مثل رقابة البرلمان لميزانية الجيش أو كيفية إلغاء الدعم على السلع الأساسية في خين قدمت أطروحات بالغة السطحية حينما تكلم عن خططه للقضاء على البطالة أو حتى مواجهة أزمة الكهرباء التي باتت تؤرق المصريين وتنغص حياتهم أكثر من أي وقت مضى.