تشهد الولايات المتحدة الأميركية موجة من الجدل بين
الحكومة والمعارضة حول صفقة مبادلة عسكري أميركي، أسير لدى حركة
طالبان الأفغانية، بخمسة معتقلين من الحركة في سجن غوانتانامو.
وكانت القوات الأميركية استلمت الأحد، على الحدود الباكستانية الأفغانية، الرقيب "باو برغدال"، المحتجز لدى طالبان منذ 30 حزيران/ يونيو 2009، في إطار صفقة توسطت فيها قطر، مقابل إخلاء سبيل خمسة عناصر من الحركة كانوا معتقلين لدى الحكومة الأميركية في سجن غوانتانامو، شرط إرسالهم إلى قطر.
ووجه الجمهوريون في الكونغرس الأميركي انتقادات شديدة للإدارة بسبب المبادلة، معتبرين أن الصفقة ستشكل "نموذجًا سيئاً"، وتعني "إجراء مفاوضات مع الإرهابيين"؛ حيث تساءل السيناتور عن تكساس، "تيد كروز"، في مقابلة تلفزيونية، "هل وضعنا الآن جائزة مقابل الجنود الأميركيين؟ هل ما جرى (الصفقة) يعني أن نقول للإرهابيين: إذا أسرتم جنديّاً أميركيّاً، هل يمكن مبادلته بخمسة إرهابيين؟"، حسب قوله.
بدوره؛ اعتبر السيناتور "جون ماكين" أن من أطلق سراحهم من غوانتانامو "هم أكثر الأصوليين أصولية"، مضيفًا أن هؤلاء "يشكلون خطرا على أمن الولايات المتحدة الأميركية، ومن الممكن أن يشاركوا في حروب ضدها مرة أخرى".
وعلى الجانب الآخر؛ أكدت إدارة أوباما أنها حصلت على "ضمانات" بأن المعتقلين المطلق سراحهم لن يحاربوا مجدداً في مواجهة الولايات المتحدة، حيث دافع المتحدث باسم البيت الأبيض، "جاي كارني"، في موجزه الصحفي اليومي، عن الصفقة، واصفاً إياها بأنها "خطوة صحيحة لا بد من الإقدام عليها".
وأفاد "كارني" أن الحكومة الأميركية تلقت ضمانات كافية بخصوص المعتقلين من قبيل "حظر سفرهم، وعدم تبادلهم المعلومات، وبقائهم تحت المراقبة المستمرة"، موضحاً أن الحكومة قررت أن "خطر هؤلاء على الولايات المتحدة تناقص".
وأشار إلى أن الجهود من أجل إطلاق سراح "برغدال" مستمرة منذ فترة طويلة، و"ما كان لها أن تثير دهشة الكونغرس"، مضيفًا "هذه ليست المرة الأولى التي تتبادل فيها الولايات المتحدة الأميركية الأسرى".
من جهتها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، "جين بساكي"، أثناء الموجز الصحفي الذي تعقده بمقر الوزارة في العاصمة الأمريكية واشنطن، إن بلادها "عملت من خلال القطَريين، وهم من تفاوضوا نيابة عنا"، مؤكدة أن الولايات المتحدة "لم تتصل بالجماعة الأفغانية بشكل مباشر".