أبدت محافل رسمية صهيونية رسمية قلقها من مظاهر الاحتجاجات التي عمت بعض مدن الضفة الغربية؛ احتجاجاً على تواصل التعاون الأمني بين
إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وحذر وزير المالية يئير لبيد من مغبة أن يفضي حرص "إسرائيل" على إلحاق ضربة قوية بحركة
حماس إلى المس بالسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن بقاء السلطة "يمثل مصلحة إسرائيلية من الطراز الأول".
ونقلت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" صباح الإثنين عن لبيد قوله إن رئيس السلطة محمود
عباس أثبت أنه "شريك صادق وجاد"، مشيراً إلى أن التعليمات التي أصدرها بتعميق التعاون الأمني مع "إسرائيل" تسهم في تحسين قدرات الجيش "الإسرائيلي" على توجيه ضربات قوية لحركة حماس.
وفي ذات السياق، نقلت شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح اليوم الإثنين عن مصدر كبير في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش "الإسرائيلي" قوله إنه يتوجب على "إسرائيل" أن تخطط تحركاتها في الضفة الغربية بشكل لا يهدد وجود
السلطة الفلسطينية، محذراً من خطورة الضغوط التي يمارسها الشارع الفلسطيني على قيادة السلطة، والتي يمكن أن تفضي إلى إنهاء التعاون الأمني.
وأشار المصدر إلى أن هناك ما يؤشر على أن الفلسطينيين يرفضون جملة المواقف التي عبر عنها رئيس السلطة محمود عباس، منوهاً إلى أنه بدا في نظر الكثير من الفلسطينيين كعميل لإسرائيل.
وفي ذات السياق، قال جاكي حوكي معلق الشؤون العربية في صحيفة "هارتس" إن عباس بات مطالبا بأن يقرر بسرعة إن كان معنيا بالالتحام بشعبه أو أن يتجه فقط للتعاون الأمني مع "إسرائيل"، مشدداً على أن الشارع الفلسطيني بدأ بالغليان بسبب إحباطه من مواقف عباس.
وفي مقال نشرته الصحيفة صباح اليوم الإثنين، قال حوكي أن كل من يتجول في أرجاء الضفة الغربية يدرك حجم الإحباط الذي يشتعل في نفوس الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الغضب تجاه العدوان "الإسرائيلي" ورفض إصرار عباس على التعاون الأمني يعتبر قاسماً مشتركاً لكل المدن الفلسطينية ابتداءً من الخليل في أقصى الجنوب وانتهاءً بجنين في أقصى الشمال.
وأشار حوكي إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن استمرار عمليات الاعتقال ستؤدي إلى وضع يشبه الانتفاضة الأولى التي اندلعت أواخر عام 1987.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد وجه صفعة قوية أخرى لعباس عندما رفض الاستجابة لطلبه التنديد بعمليات القتل التي يتعرض لها الفلسطينيون في أرجاء الضفة الغربية برصاص جنود الاحتلال.
وفي بيان صادر عن ديوانه أمس الأحد، قال نتنياهو إن الجيش "الإسرائيلي" يقتل الفلسطينيين ضمن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مشدداً على أن جيشه سيتصدى لأية محاولة تتعرض لها قواته عندما تحاول تنفيذ عمليات الاعتقال.
وكان عباس قد ذكر الصهاينة في مقابلة أجرتها معه صحيفة "هارتس" أمس الأحد بدور أجهزته الأمنية في الحفاظ على أمن المستوطنين، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة أحبطت 43 محاولة اختطاف استهدفت جنوداً ومستوطنين، في حين قامت بإعادة العشرات من الصهاينة الذين ضلوا الطريق ودخلوا المدن والبلدات الفلسطينية للجيش "الإسرائيلي".