مع اقتراب يوم عيد الأضحى، يبدأ المواطن الأردني رحلة التسوق لشراء حاجياته المختلفة، كالملابس والحلويات والقهوة للاحتفال بالعيد المبارك كسائر المسلمين في شتى بقاع الأرض.
وبينما اشتكى كثيرون من عدم تناسب الأسعار مع دخولهم الشهرية، لم تتأثر حركة التسوق بشائعات أطلقها مجهولون تضمنت نصائح بالابتعاد عن مراكز التسوق، لوجود تهديدات أمنية من مجموعات إرهابية باستهدافها على إثر مشاركة الأردن بالتحالف الدولي لقصف "داعش".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا إطلاق
شائعات بوجود تهديدات أمنية للأسواق في الأردن، وخصوصا مراكز التسوق على إثر مشاركة الأردن للتحالف الدولي في قصف "داعش"، قبل أن تنفيها الأجهزة الأمنية.
وتبدأ أولى جولات المواطن الأردني الذهاب إلى محلات الملابس، لمعاينة المنتجات المتوفرة في السوق، ومشاورة أفراد الأسرة، والاتفاق على نوع، وسعر الثياب قبل شرائها، وإجراء اللازم لها من تقصير أو تضييق.
وأثناء جولة في أسواق عمان الشرقية والغربية، بدت الأسواق الشرقية (الشعبية) أكثر اكتظاظًا من الغربية (الراقية)، نظرا للفرق الكبير في أسعار المنتجات بين المتاجر.
وفي جبل "النزهة"، شرقا، لا تكاد تجد موطئا لقدمك في بعض الأحيان من كثرة المتسوقين، الذين اكتظت بهم متاجر الملابس لشراء الكسوة الجديدة، في الوقت الذي أعرب فيه تجار عن رضاهم بالمستوى الذي وصلت إليه مبيعاتهم.
وقال "محمد أبو سنينه"، تاجر ملابس في "النزهة"، إن "السوق شهد إقبالا ممتازا من المواطنين، لشراء حاجياتهم".
وأشار "أبو سنينه"، إلى ارتفاع المبيعات بنسبة 75% مقارنة بالأيام العادية، ورغم أن اهتمام المواطنين في عيد الأضحى عادة يكون موجها نحو توفير أثمان الأضاحي، لكن كسوة
العيد كان لها نصيب كبير من نفقاتهم.
وفي المتجر ذاته، يقف المواطن "عمر العبادي"، إلى جانبه طفليه، يساوم البائع لتخفيض سعر مشترياته، إلا أنه خرج غير راض عما دفعه، معتبرا أن سعر المنتج لا يتناسب مع جودته، ودخله الشخصي.
وعبر "العبادي" عن استيائه من ارتفاع الأسعار التي باتت تشكل كابوسا للمواطن، لا سيما ذوي الدخل المحدود، وتوقع أنه سيعاني كثيرا هذا الشهر في مصروف المنزل، كونه سيضطر لتغيير حساباته بسبب ما سيدفعه لحاجات العيد، وهو ما أيده كثير من المتسوقين.
وحول الشائعات التي تضمنت تهديدات أمنية للأسواق، أوضح "العبادي" أنه كمواطن أردني وقبل الذهاب للسوق يفكر بالأسعار، وبما يملك من المال، ولا يأبه لهذه التهديدات لثقته الكبيرة في الأمن الذي تمتع فيه بلاده بفضل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
وبـ"جبل الحسين"، وسط عمان، أيد "عمر الشخاترة"، وهو تاجر ملابس، ما قاله "العبادي"، بشأن ارتباط إقبال المواطنين على الأسواق بالقدرة المالية أكثر من التهديدات الأمنية.
أما "سيرين درويش وهي تمسك طفلتها بيد، وحقائب الملابس بالأخرى، فقالت إنها فضلت الشراء قبل اقتراب العيد، لتجنب ازدحام الأسواق في هذه الأيام، وأشارت إلى تعدد المنتجات وتوفرها، وإمكانية التفاوض مع البائع في تخفيض الأسعار.
وأوضحت "درويش" أنها تسير بالأسواق باطمئنان، برفقة طفلتها دون الالتفات لكل ما يشاع، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، قال رئيس غرفة تجارة عمان، عيسى حيدر مراد، في بيان صحفي إن "أسواق العاصمة ومراكزها التجارية تشهد حركة تسوق اعتيادية وطبيعية"، وتوقع أن تشهد الأسواق نشاطا كبيرا مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك الذي يصادف السبت المقبل.
وأوضح مراد أن الحركة التجارية بالعاصمة تسير بشكل طبيعي في ظل إقبال المواطنين على شراء احتياجات العيد ومستلزماته.
وأشار المسؤول الأردني إلى توفر السلع والبضائع من جهات متعددة، لإعطاء أكثر من خيار عند الشراء، وتحدث عن استقرار نسبي في الأسعار بالرغم من الصعوبات التي واجهها التجار، والمستوردون عند توريد بضائعهم للسوق المحلية بفعل تأخر البضائع، والمعوقات (لم يحددها) التي واجهت القطاع التجاري بالآونة الأخيرة.
وبعد انتهاء المتسوق من شراء الملابس، يقصد متاجر القهوة والسكاكر لتكون وجهته الثانية، باعتبارها من أهم المتطلبات المنزلية لاستقبال المهنئين في العيد، ثم يتجه إلى محال
الحلويات لشراء الكعك ومختلف أنواع الحلويات.
وتشهد متاجر الحلويات حالة حراك متوسطة، وفقا لـ"راكان الزعول"، الذي يعمل في متجر حلويات بمنطقة "الهاشمي" الشمالي، الذي أعرب عن أمله في أن تشهد الأيام القليلة المقبلة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ازدهار حركة البيع والشراء.
ولا تقف حاجات المتسوق عند هذا الحد، بل يحتاج إلى الذهاب لصالونات الحلاقة، لقص شعره والتزين، وشراء العطور للظهور بأبهى صورة صبيحة العيد.
من جهته، أوضح الخبير النفسي "سالم أبو الهيجاء"، أن الناس اعتادت في العيد على شراء كل جديد، لما تبعثه الأشياء الجديدة من فرح وبهجة في نفوس أصحابها خصوصا الأطفال.
وأشار "أبو الهيجاء" إلى أن بعض المواطنين، يقبلون على الشراء بما يفوق قدراتهم المادية، مما قد يسبب مشاكل أسرية ونفسية ومادية وبخاصة لدى الرجال بعد انقضاء فترة العيد، ودعا المتسوقين إلى مراعاة ظروفهم المادية.