توسعت انتفاضة الجامعات
المصرية ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين، وتطورت الأحداث بصورة غير متوقعة، حيث خرجت أعداد متزايدة من الطلبة في مختلف الجامعات لليوم الثاني على التوالي على الرغم من الوعيد الشديد الذي أطلقته الحكومة لمعاقبة الطلبة، ورغم حملة الاعتقالات الواسعة التي انشغلت بها قوات
الأمن التابعة للسيسي طوال ليل الأحد الاثنين.
وأظهرت صور تداولها الطلبة عبر الانترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أن العديد من الجامعات، وخاصة
القاهرة والاسكندرية والأزهر، أصبحت خالية من قوات الأمن التابعة لشركة "فالكون" بعد أن فر رجال الشركة بملابسهم الداخلية من هذه الجامعات خوفاً من الامساك بهم من قبل الطلبة.
وبحسب الصور فان الطلبة تمكنوا من مصادرة ملابس ومعدات رجال أمن "فالكون" بعد يوم واحد على ظهورهم في الجامعة، وتم تحطيم البوابات الالكترونية، وبدا المشهد كانتفاضة طلاب غير مسبوقة تشهدها مصر.
وقالت وكالة أنباء "الأناضول" إن قوات من الشرطة اقتحمت الاثنين فرعا لجامعة الأزهر بدلتا النيل، وألقت القبض على عدد من الطلاب، عقب مظاهرة نظموها داخل الحرم الجامعي.
وأوضح مراسل الأناضول، داخل جامعة الأزهر بمحافظة الدقهلية أن قوات الأمن المركزي اقتحمت الجامعة من بابها الرئيسي، وأطلقت قنابل الغاز على طلاب وطالبات أغلبهم من مؤيدي الرئيس المصري السابق محمد مرسي، خرجوا في مسيرة للمطالبة بالإفراج عن زملائهم "المعتقلين".
كما رفع المشاركون في المسيرة لافتات عليها شعارات رابعة، وصور زملائهم المعتقلين، ورددوا هتافات مناوئة للجيش والشرطة.
بينما قال شهود عيان إن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من المتظاهرين من داخل كلياتهم، بعد أن فرضت طوقا أمنيا على الجامعة، ومنعت دخول وخروج الطلاب.
وفي جامعة الإسكندرية (شمال)، تسببت
الاشتباكات بين طلاب معارضين للنظام الحالي وأفراد شركة الحراسة الخاصة "فالكون" بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها الشركة على الدخول للجامعة في إضرام النار في بوابة إلكترونية أمام كلية الآداب ما أدى الى تحطيمها وهروب رجال "فالكون" من المكان.
وشهدت جامعة القاهرة الاثنين مظاهرة لأعضاء هيئة التدريس، احتجاجا على التعديلات الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء على قانون تنظيم الجامعات، والذي يسمح لرئيس الجامعة بفصل الطلاب والأساتذة دون تحقيق.
ورفع المشاركون فى الوقفة لافتات مكتوب عليها "نتضامن مع الطلاب المفصولين دون مجالس تأديب"، "نطالب ببيان رسمي يعلن عدم تعديل قانون تنظيم الجامعات"، "الدستور يكفل استقلال الجامعات"، و"الدستور ينص أنه لا توقع عقوبة إلا بحكم قضائي"، و"لا لتوسيع سلطة رؤساء الجامعات"، و"لا لعزل أعضاء التدريس بناء على تهم فضفاضة".
وفي جامعة الأزهر (بفرعها الرئيسي شرقي القاهرة)، سادت حالة من الهدوء الحذر، مع ثالث أيام العام الدراسي، تخللها بعض التظاهرات المتفرقة بين الحين والاخر، وهو ما تكرر في جامعات القاهرة وعين شمس، ودمياط، وبني سويف.
وخرجت مظاهرات طلابية لمؤيدين لمرسي ومعارضين للسلطات الحالية، في جامعات حلوان (جنوبي القاهرة)، الزقازيق والمنصورة والمنوفية (دلتا النيل/ شمال)، والفيوم (وسط)، وقناة السويس (شمال شرق)، طالبوا فيها بطرد الحرس (قوات شرطية) خارج أسوار الجامعة، مرددين هتافات ضد ما أسموه "قمع الطلاب واعتقالهم".
ورفع المتظاهرون شعارات رابعة وصورا لعدد من زملائهم "المعتقلين" ورددوا هتافات "الطلاب أسود الجامعة"، و"نحن طلاب.. مش إرهاب"، و"يسقط حكم العسكر"، و"كل فالكون وانت طيب.. الريس مرسى راجع قريب".
وشهدت عدة
جامعات مصرية، أمس الأحد مظاهرات طلابية، واشتباكات مع قوات الأمن وشركة الحراسة الخاصة "فالكون"، أسفرت عن إخلاء الأمن الإداري لجامعة القاهرة (غربي العاصمة)، للموظفين والطلاب، عقب انسحاب شركة "فالكون" الخاصة المسؤولة عن تأمين الجامعة.
كما شهدت جامعة القاهرة اشتباكات بين طلاب مؤيدين لمرسي، حاولوا التظاهر داخل الجامعة، وعدد من أفراد الشركة، تسببت في تحطيم بوابة الكترونية موجودة على باب الجامعة القريب من كليتي الإعلام ودار العلوم، وهو ما تكرر في جامعة الأزهر عندما تحطمت بوابة الكترونية امام باب كلية الطب نتيجة اشتباكات الطلاب مع الأمن.
لكن شريف خالد، العضو المنتدب والمدير التنفيذي لشركة فالكون، نفى انسحاب الشركة من الجامعات، موضحاً أنهم "مستمرون في تأمين بوابات الجامعات دون تهاون في مهمتهم"، وهو ما تؤكد الصور خلافه بشكل كامل.
وكانت حركة "طلاب ضد الانقلاب" قالت في بيان لها مساء الأحد إن التظاهرات في جامعات مصر مستمرة لاطلاق "عام ثوري جديد"، سعيا نحو قطار الحرية، وللمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، والقصاص للذين قتلوا خلال اشتباكات الجامعات خلال العام الماضي.