ما أن تفوه الممثل
المصري خالد أبو النجا بكلمات قليلة انتقد فيها النظام الحاكم في البلاد والسياسات التي يتبعها، حتى تعرض لحملة شرسة في وسائل الإعلام وانهالت عليه الاتهامات من مؤيدي السلطة بالعمالة لأعداء الوطن، وقدمت ضده
بلاغات تتهمه بالخيانة العظمى.
ولم يتوقف الهجوم على أبو النجا عند هذا الحد، بل تطور إلى اتهامه بالشذوذ الجنسي.
كان أبو النجا قد أدلى بتصريحات على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي هاجم فيها العقلية الأمنية المسيطرة على كل القرارات التي تتخذها السلطة، منتقدا تهجير أهالي سيناء وهدم منازلهم بحجة توفير الأمن لهم.
وتساءل عما فعله عبد الفتاح
السيسي - أول رئيس الجمهورية بعد الانقلاب بالتفويض - الذي حصل عليه لمحاربة الإرهاب في ظل الانقلاب الأمني المستشري في البلاد، متوقعا اندلاع ثورة شعبية قريبا تطالب برحيله بسبب عجزه عن حل مشكلات الناس.
خيانة عظمى
وتقدم المحامي "سمير صبرى" ببلاغ للنائب العام ضد أبو النجا، واتهمه بالخيانة العظمى والتحريض على قلب النظام.
وقال في بلاغه إن أبو النجا – الذي وصفه بأنه "قزم سياسي ونكرة" – يعمل ضد القوات المسلحة ويسب الوطن ورئيسه والجيش.
وقال الصحفي مصطفى بكري إنه يرفض التعليق على تصريحات "الشواذ فكرياً" - في إشارة لأبو النجا - مؤكدا أن - في مداخلة هاتفية مع قناة التحرير - أبو النجا بخدمة مخططات معادية لمصر عبر أفكار تشعل صراعا يشتعل بين المعارضين والمؤيدين.
وطالب الشيخ مظهر شاهين، خالد أبو النجا بمغادرة مصر قائلا "اللي مش عاجبه الرئيس اللي الشعب اختاره عليه أن يرحل إلى بلاد الله الواسعة، مضيفا بتهكم روح العراق أو سوريا بس خد بالك من بنطلونك".
كما وجه المذيع توفيق عكاشة سبابا لأبو النجا متهما إياه - بشكل غير مباشر - بأنه شاذ جنسيا ويحتاج إلى العلاج الطبي.
وكتب نهال عهدي مقالا في صحيفة الوطن هاجمت فيه أبو النجا وأكدت أن تصريحاته الأخيرة تخدم تنظيم داعش، في وقت تحارب فيه مصر الإرهاب.
وأضافت: "أقول لأبي النجا هل أصبحت داعشياً؟ وهل ننتظر منك فيلماً جديداً يشجع الإرهاب والقتل والأفكار الشاذة باسم الحرية والديمقراطية؟
النظام متوتر
واستغرب الفنان خالد أبو النجا الحرب المستعرة في الإعلام ضده، مؤكدا أن هذه الممارسات تظهر بوضوح أن النظام متوتر.
وأضاف أبو النجا - عبر حسابه على "تويتر" - الاثنين: "حرية الرأي يجب أن تكون مكفولة أيا كان الموقف، والتشهير بشخص لأن له توجها معارضا وتكالب بعض الإعلاميين ضده يعد أخطر على مصر من الإرهاب.
وتعهد أبو النجا بالملاحقة القضائية لكل من تطاول عليه بسبب رأيه.
ومنذ أسبوعين، انتقد أبو النجا عبر حسابه على انستجرام النظام الحاكم حينما نشر صوراً لعدد من الشباب المعتقلين وطالب بإطلاق سراحهم، وكتب قائلا: "يسقط قانون التظاهر غير الدستوري، الحرية للشباب المعتقلين ظلما، يسقط فكر العسكر".
وأضاف أن الحرب على الإرهاب تحولت إلى حرب على الشباب الثائر ضد الفكر العسكري في حكم البلاد أمثال باسم يوسف ومحمود سعد وريم ماجد، مختتما تدوينته بجملة "الغضب قادم".
إلى ذلك، أصدر عدد من الفنانين والمثقفين بيانا، صباح الثلاثاء، أعلنوا خلاله تضامنهم مع خالد أبو النجا، ضد الإرهاب الفكري الذي يتعرض له.
وشدد البيان على أن من حق كل مصري - طبقا للدستور - التعبير عن رأيه بدون إرهاب من أشخاص ينصبون أنفسهم حراسا على الوطنية ويتهمون المختلفين معهم في الرأي بالخيانة العظمى ويحركون ضدهم الدعاوى القضائية".
وطالب البيان بشطب المحامي "سمير صبري" من نقابة المحامين بسبب تعديه على الحقوق التي كفلها الدستور.