كشف شاهد عيان من مدينة
اللاذقية عن خروج مظاهرات في مناطق مؤيدة للنظام السوري في المدينة، التي تشكو من سيطرة مليشيات موالية للنظام (
الشبيحة)، وذلك احتجاجاً على الأزمة الكبيرة في
الوقود. ورافق المظاهرات إطلاق للرصاص بكثافة بالقرب من محطات الوقود.
وقال "م.ك" في حديث خاص لـ"عربي21" إن "مظاهرة خرجت في منطقة بسنادا والدعتور قامت بشتم النظام، ورددت شعارات مناهضة له، قبل أن تتطور إلى اشتباك مع عناصر الأمن في المنطقة. ورغم بعض الاعتقالات الذي طالت أفراداً من الطائفة العلوية، لم يتوقف المتظاهرون عن شتم النظام، في حين دام الاشتباك حوالي ساعتين".
أما أبو سعد، وهو شاهد آخر يعمل سائق تكسي في المدينة، فقال في تصريح خاص لـ"عربي21": "أحياناً يأخذني زبون إلى مناطق مؤيدة للنظام كحي الزراعة، ويلفت انتباهي أن الدخان يخرج من كل من الأبنية والمنازل"، مضيفاً أن من يرى هذا المشهد يدرك أن هذا الحي تتوفر فيه وسائل التدفئة، في حين أني وأبنائي نحصل على الدفء من الأغطية البسيطة، والمرض يأكل أجساد أبنائي".
ويرى أحمد، وهو ناشط من المدينة، أن الأسلوب الذي تنتهجه المليشيات المسلحة التابعة للنظام، يجعلها صاحبة السلطة الأقوى في المدينة، فهي لا تتردد أبداً في إطلاق النار في الاتجاهات كافة؛ للحصول على ما تريد، حتى أجهزة النظام السوري لا تستطيع الدخول إلى هذه الأحياء أحياناً، إلا برفقة قافلة عسكرية، لا سيما إذا كان هناك أسماء من المطلوبين للخدمة الإلزامية. ويكون الاشتباك أمراً طبيعياً إذا كان المطلوب أو ذووه من مليشيا "الدفاع الوطني"، وهي إحدى تنظيمات الشبيحة.
الرحلات البحرية:
في سياق آخر، أوقفت سلطات النظام الرحلات البحرية المتجهة من اللاذقية إلى مرسين التركية.
وذكر شاب يدعى زياد أنه كان قد حجز تذكرة سفر على متن إحدى هذه السفن المتجهة إلى مرسين التركية، وقال: "بعد أن حجزت للرحلة ببضعة أيام، اتصل بي موظف الحجز ودعاني إلى الميناء، وعندما وصلت، شعرت بالخوف وتصبب من جبيني العرق، ثم طلب مني موظف الميناء أن أسترجع أموال الحجز بسبب توقف الرحلات إلى مرسين حالياً".
وتداول ناشطون أن إيقاف الرحلات البحرية إلى مرسين التركية، يعود إلى أن بوارج روسية حربية ستصل إلى الساحل السوري.
من جهتها، أعلنت سلطات النظام السوري عن توقف الرحلات البحرية باتجاه مدينة مرسين التركية، بسبب "الظروف الجوية الصعبة" في فصل الشتاء كما العادة.