ألغت الفعاليات المسيحية في مدينة الكرك الأردنية (120 كلم جنوب العاصمة عمان) كافة مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، معبرة عن تضامنها مع الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسرته
الدولة الإسلامية، بعد إسقاط طائرته الحربية فوق مدينة الرقة شمالي سوريا، أمس الأربعاء.
وقامت جميع الكنائس في المدينة التي ينحدر منها الطيار الكساسبة، الخميس، بتأدية الصلوات والترانيم بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح فقط، متضمنة الدعاء لفك أسره من يد الدولة الإسلامية.
وقال رائد حجازين عضو مجلس النواب "البرلمان" عن المقعد المسيحي في الكرك إن الكنائس "أزالت مظاهر الاحتفال بالميلاد المجيد في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والأردن على وجه الخصوص، بعد أسر تنظيم داعش الإرهابي الكساسبة".
وطلب حجازين من الأردنيين مسلمين ومسيحيين "الالتفاف حول قيادتهم وجيشهم وأن يستمروا في لحمتهم الوطنية التي كانت مثالاً في الشرق الأوسط والعالم للتآخي والتعايش الإسلامي والمسيحي".
وأضاف أن ما تقوم به الدولة الإسلامية، "يدلل على أنه يستهدف الإسلام والمسيحية معاً، فقد قام بقتل الكثير من المسلمين في مدينة الموصل العراقية بعد سيطرته عليها قبل أشهر، واليوم لا يتورع عن محاولة قتل وتدمير أي فكر معتدل".
وتسكن الكرك عدة عشائر مسيحية، ويقدر عدد أفرادها بنحو 40 ألف مواطن من أصل 300 ألف عدد سكان المدينة.
وأعلنت الدولة الإسلامية أمس الأربعاء، إسقاط طائرة تابعة للتحالف الدولي قرب مدينة الرقة السورية وأسر قائدها الأردني معاذ الكساسبة، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول موالون للدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها للطيار الأردني الذي أسره التنظيم إثر إسقاط طائرته في مدينة الرقة شمالي سوريا.
كما ظهر في صورة أخرى، أربعة عناصر من التنظيم يقتادون الطيار المفترض، وهو يرتدي ملابس داخلية ويبدو بصحة جيدة بعد إخراجه من المياه.
وفي صورة ثالثة، يظهر عشرات العناصر المسلحين من التنظيم يتجمعون حول الشخص نفسه، بينما يقوم بعضهم بالنظر إلى السماء، فيما يبدو أنهم يراقبون طائرات كانت لا تزال تحلق فوق المنطقة.
وأكد الجيش الأردني ظهر اليوم نفسه أن الدولة الإسلامية أسقطت طائرة مقاتلة تابعة له، وأسرت قائدها في منطقة الرقة السورية، بحسب بيان صادر عنها.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن "هناك أدلة تشير إلى أن داعش لم تسقط الطائرة (الأردنية) كما تدعي المنظمة الإرهابية" في محيط مدينة الرقة، بحسب بيان للقيادة المركزية للجيش الأمريكي الذي لم يشر أيضاً إلى طريقة سقوطها.
وخلال الأسابيع الماضية، تناوبت طائرات النظام السوري وطائرات التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية بقصف الرقة، التي يسيطر عليها التنظيم، ما أوقع قتلى وجرحى غالبيتهم من المدنيين، بحسب تنسيقيات معارضة.
وتشن الأردن بالتعاون مع دول التحالف العربي- الدولي غارات مكثفة منذ حوالي ثلاثة أشهر على معاقل الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ومنذ أكثر من عام يسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على محافظة الرقة بشكل كامل، وذلك بعد قيامهم بطرد مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر وفصائل إسلامية أخرى كانت قد سيطرت عليها من النظام السوري منذ عامين تقريباً.