قالت صحيفة
إسرائيلية إن تمكن
حزب الله من الكشف عن شبكة
تجسس داخلها، "الأمر الذي سيلحق الضرر في الشبكة التي تديرها إسرائيل".
وعدّت صحيفة "نظرة عليا" الإسرائيلية في مقال نشرته، الجمعة، بعنوان "الكشف عن الإرهاب
الدولي من خلال البدلة الواقية لحزب الله"، أن فقدان هذا "الكنز الكبير" يجعل الأمور "أكثر صعوبة على إسرائيل في نجاحها في المستقبل ضد أهدافها في الخارج".
وفقاً للتقارير الأخيرة الواردة من لبنان ووسائل الإعلام العالمية معاً، فإن حزب الله كشف وقدّم للقضاء عميلاً يشغل درجة عالية مع أربعة من معاونيه، للاشتباه بأنهم عملوا لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقاً لما ورد، فإن المشتبه بهم كانوا أعضاء في وحدة العمليات الخارجية التابعة للحزب المسماة بـ"الوحدة 910"، ويعدّ محمد شواربة، المتهم الرئيسي في القضية، الذي عمل في السابق مسؤولاً عن طاقم الحماية الشخصية المكلّف بحماية حسن نصر الله، حيث عمل كنائب لقائد الوحدة.
ويفترض أن مصدر المعلومات لوسائل الإعلام بالكشف عن المشتبه بهم جاء من داخل حزب الله، وليس من مصدر رسمي للحركة، وينضم هذا التطور الأخير إلى سلسلة من "فضائح التجسس" التي كشفتها أجهزة أمن الحركة، وفق الصحيفة.
ويولي حزب الله منذ سنوات اهتمامه بالأمن الوقائي، لمكافحة التجسس، ومن أجل كشف العملاء المحتملين من الأجانب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ضوء الصعوبات المعقدة التي تواجه حزب الله، عملية الكشف عن خلية التجسس سيتم التلويح بها كنصر عملياتي لحزب الله. إلا أن الكشف عن متسليين رفيعي الدرجة، "سيمكن الحزب من إظهار قوته وفعاليته العملياتية، وتقويض شبكة جمع المعلومات الإسرائيلية".
إضافة إلى ذلك، فإنه على ضوء حقيقة طرق عمل حزب الله في الماضي، "التي شملت الامتناع عن الإعلان عن مسؤوليته عن الأعمال في الدول الأجنبية، وغياب مصادر المعلومات الداخلية، من شأنه أن يصعب الجهود لكشف حزب الله كعنصر إرهاب دولي"، وفق الصحيفة.
في بداية العام 2000، وكجزء من الدعم الشامل الذي يلقاه حزب الله من إيران، أنشأ وحدة "للمخابرات الوقائية"، حيث يتلقّى مساعدات من أفراد الحرس الثوري الإيراني الموجودين في لبنان. بهدف البحث والكشف عن متسللين محتملين، ولمنع تسرّب المعلومات.
وذكرت الصحيفة: "إلى جانب الكشف عن شبكات تجسس خاصة لصالح إسرائيل، كشف الحزب في حزيران/ يونيو وتشرين الثاني/ نوفمبر 2011 عن مجموعة من أعضاء الحزب الذين كانوا متورطين بالتجسس لصالح وكالة المخابرات الأمريكية"، حيث كان لهذه الحادثة تأثير كبير على حزب الله، الذي اعترف للمرة الأولى، أن وكلاء استخبارات اخترقوا صفوفه، الأمر الذي مس بسمعته بأنه محصّن وغير قابل للاختراق من داخل صفوفه.
وقالت الصحيفة: "على الرغم من أن الحديث لا يدور عن حدث غير مسبوق، فإن اعتقال وكيل وصل إلى درجات عملياتية عالية داخل الحزب، كشف أيضاً بشكل أكبر عن الأضرار التي لحقت بالحزب من خارجه، على الرغم من الصورة المزروعة بأنه حزب محصّن ومتماسك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن لهذا التطور تأثيراً كبيراً على المستوى العملياتي للحزب".
على ضوء الموقع الرئيسي الذي شغله العميل شواربة في جهاز العمليات لحزب الله، "من الممكن الافتراض أن تعاونه مع إسرائيل ساهم في الإحباط من هجمات حزب الله، من أذربيجان التركية ولغاية قبرص، وتايلند ومؤخراً في البيرو، بالإضافة إلى جمع معلومات عن قيادة المنظمة"، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن "الاعتبارات والأسباب الأمنية لحزب الله مازالت مستمرة بالتأثر من مسألة الردع التي زادت أهميتها في أعقاب الحرب مع إسرائيل في العام 2006".
وتابعت: "منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، تحوّل الجهد للحفاظ على الوضع القائم إلى مسألة صعبة جداً، حيث يحارب حزب الله على جبهتين متناقضتين: فمن جهة تبدو الحاجة لإثبات قوة الحزب وتأكيده مجدداً على قواعد اللعبة في مواجهة إسرائيل، وبشكل خاص في أعقاب ما قامت به إسرائيل في لبنان وسوريا ضد قوافل السلاح التي كانت في طريقها إلى حزب الله في لبنان. ومن جهة أخرى الرغبة، التي ما زالت قائمة بمنع التصعيد وفتح جبهة كاملة إضافية ضد إسرائيل".
وقالت: "في الأشهر الأخيرة، أخذت المنظمة على عاتقها المسؤولية عن عدة عمليات صغيرة الحجم نسبياً، تمت في مزارع شبعا (هار دوف) وفي هضبة الجولان".