والد الطيار الأردني يستقبل المعزين بمقتل ابنه في ديوان عشيرة الكساسبة - أ ف ب
وسط حالة من الحزن والغضب افتتح في بلدة عي مسقط رأس الطيار الشهيد معاذ الكساسبة بيت عزاء لاستقبال المعزين من مختلف مناطق المملكة، وبدا والد الطيار الأردني صافي الكساسبة قويا ومتماسكا أثناء تقبله العزاء من المواطنين ومن زملاء ابنه معاذ.
ومنذ ساعات الصباح الباكر تجمّع آلاف المواطنين الأردنيين من أقارب الطيار ومعزّين من محافظة الكرك أمام ديوان عشيرة الكساسبة، للتعبير عن غضبهم وحزنهم الشديد بعد إعدامه على يد الدولة الإسلامية.
وألقى والد الكساسبة كلمة في الحشود التي أمّت بيت العزاء، أكد فيها أن ابنه شهيد الوطن والواجب، وأن العزاء لكل الأردنيين، لافتا إلى أنه على الجميع أن يكونوا على مستوى الحدث الكبير، على حد تعبيره.
وقال إن تقديم الشهداء ليس غريبا على الأردنيين وعلى عائلته، حيث قدّمت بلدة عي العديد من الشهداء لحماية الوطن ومنعته واستقراره، على حد قوله.
وأضاف والد الطيار أن "الأردنيين يتوقعون من الأردن والتحالف الدولي الأخذ بثأر معاذ من تنظيم داعش الإرهابي البعيد عن الإسلام".
وقال في حديث له مع التلفزيون الأردني، الأربعاء، من داخل خيمة العزاء: "نذرت معاذ خدمة لهذا الوطن، وقد حقق الله لي هذا الطلب، وأصبح ابني طيارا من أمهر الطيارين في سلاح الجو الملكي، بشهادة زملائه ورؤسائه. نذر نفسه في مهمة عسكرية وشاء الله أن يختبرنا، ويختبر صبرنا، فاختفت طائرته، وأصبح أسيرا لدى داعش".
وتابع: "عزائي ليس لنفسي فقط، فعزائي لكل الأردنيين، وعزائي للملك وكل المسلمين"، مضيفا "أشعر أن كل أردني يعاني مما أعاني منه بعد إعدام معاذ".
وأكد أن "الوطن في أمان في عيون قواتنا المسلحة، وهو في عون الله. نفدي وطننا بدمائنا وما تبقى من أولادي هم مشروع شهداء دفاعا عن هذا الوطن".
وحول ما فعله قتلة معاذ، قال والده: "ما أظهرته هذه الجماعات بعيد كل البعد عن الإسلام، سواء ما فعلوه مع اليابانييْن أو ابني معاذ، على المجتمع الدولي التصدي لهذه الجماعات المرعبة، التي تدعي الانتماء للإسلام، والإسلام منهم براء".
وأضاف: "التقيت مع الملك مرتين، وكان برفقته ابنه حسين في المرة الأولى، وقال لي: ابني حسين هذا الذي بجانبي لن يكون في قلبي أغلى من معاذ، ثم كرر ذلك في لقاء آخر في الديوان الملكي".
وختم: "أعزي الملك والأردنيين بوفاة ابني معاذ".
وكانت حسابات مؤيدة للدولة الإسلامية نشرت الاثنين مقطع فيديو للتنظيم يظهر حرق الطيار الأردني الأسير، معاذ الكساسبة، بعد أن أعدمت قبله بأيام الرهينة الياباني، كينجي غوتو.
ويظهر مقطع "شفاء الصدور" الذي نشرته مؤسسة الفرقان التابعة للدولة الإسلامية، الطيار الأردني الكساسبة وهو يسير نحو القفص الذي احترق فيه، واعتذرت "عربي21" عن نشر الفيديو.
من جهتها، أعلنت السلطات الأردنية الاثنين أن الطيار الأردني قتل منذ الشهر الماضي، فيما بث التلفزيون الرسمي الأردني خبرا عاجلا حينها أعلن فيه "استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة منذ الثالث من الشهر الماضي".
وتوعّد الجيش الأردني بالانتقام من قتلة الطيار، وأكد أن "دمه لن يذهب هدرا، وأن القصاص سيكون بحجم المصيبة".
وكان الكساسبة محتجزا لدى الدولة الإسلامية منذ 24 كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، بعد سقوط طائرته في مدينة الرقة السورية.