للمرة العاشرة نقول إن ما يجري حرب على الإسلام وليس على
الإرهاب، ودليلنا على ذلك بالإضافة إلى ما قاله الكثيرون هو ما يلي:
* ما قاله الرئيس الأمريكي عشية انهيار الاتحاد السوفياتي وحين سئل عن العدو القادم للغرب وأمريكا، فقال بصراحة إنه الإسلام ولم يكن حينها هناك إرهاب بالمعنى السائد اليوم.
* الحرب التي شنتها أمريكا وحلفاؤها على أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالقسوة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، بذريعة إيواء طالبان لأسامة بن لادن، ومئات الآلاف من القتلى الذين ذهبوا لتلك الحرب الفاجرة، وما تلا ذلك من اعتقالات مشينة وإجرامية في غوانتانامو ومعتقلات سرية أخرى تابعة للسي آي إيه في أنحاء مختلفة من العالم.
* الحرب الفاجرة على العراق وتدميرها وإباحتها للموساد قتلاً وتدميراً بذريعة وجود أسلحة للدمار الشامل، التي لم يثبت حتى الآن وجودها، ومن ثم تسليم العراق للطائفية التي أمعنت قتلاً وذبحاً وتفجيراً ولم تتوقف حتى اللحظة، وأصبحت العراق ساحة للدماء النازفة وتوليد التطرف والإرهاب المخطط له بخبث ومكر لا يخفى على ذي عينين.
* السكوت على ما جرى في مصر من مذابح للإسلاميين، ودعم الثورة المضادة وإعادة نظام مبارك بتحالف خفي وظاهر تقوده أمريكا وإسرائيل والحلف العربي الذي يدور في فلكهما.
* السكوت على جرائم النظام السوري ضد شعبه من حرب شرسة استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية، وتدمير كل شيء على رؤوس المدنيين، ولا تزال هذه الحرب على أشدها.
* السكوت على تقدم الحوثيين في اليمن وتمكينهم من السيطرة عليها رغم كونهم أقلية لا مستقبل لها في حكم اليمن، ولكن تمهيداً لحرب أهلية تحول دون تقدم الإسلاميين المعتدلين فيها، وذلك من حلفاء أمريكا في المنطقة.
* السكوت على ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وإطلاق سراح المعتقلين من أنصارها وعناصرها، والسمح لهم بالتقدم ميدانياً، بل وإخلاء بعض المناطق لهم دون أي مقاومة، كذلك ما جرى من النظام السوري وإيران من تعزيز وجود
داعش ليبرروا حربهم ضد شعب سوريا، والسماح لحزب الله بالدخول بقوة إلى الأراضي السوري، بينما تصمت القوى المتحالفة مع أمريكا ضد هذا التدخل وإن انتقدته على استحياء لا يتناسب مع حجم أثره الخطير.
* الحرب المدعاة على تنظيم الدولة التي لا يبدو أنها حرب حقيقية بل هي تمثيلية سمجة، ناهيك عن إسقاط الأسلحة والأغذية على تنظيم داعش (بالخطأ) كما يزعمون، والسماح لهم بممارسة الذبح والحرق وإثارة الرعب واستخدام الإعلام، رغم أنها تحت سيطرة أمريكا لو شاءت لأوقفت ذلك.
* الحرب على الإسلاميين المعتدلين واتهامهم بالإرهاب، وتشويه الفكر الإسلامي ورموزه كالحملة على ابن تيمية وسيد قطب، ومن ثم على ما كل هو إسلامي وحشر جماعة
الإخوان والسلفية والإسلاميين المعتدلين كلهم في خانة الإرهاب، تمهيداً لتصفية الجميع كما يخططون له.
* السكوت على جرائم الإرهاب ضد المسلمين في الغرب وليس آخرها ما جرى في ساوث كارولينا، وما سبقها في النرويج والسويد وغيرها، بينما يسلط الضوء بقوة على حوادث أخرى تخدم مخطط الحرب على الإسلام.
* السكوت على جرائم الصهاينة في غزة والضفة، وعدم التوقف عندها، رغم أنها تفوق في شراستها ما فعلته الدولة الإسلامية كله طوال فترة وجودها. وستبقى الأدلة تتوارد وتتأكد، حتى يستيقظ الناس على الحقيقة التي أراد أعداء الإسلام إخفاءها عنهم، وهي أن الحرب في حقيقتها على الإسلام والقرآن والرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وكل ما هو مقدس لدينا.