وهو يرتب بعناية فائقة، باقة من الأزهار البيضاء والحمراء لأحد زبائنه، يتمنى وسيم عبده لو أن الحركة الشرائية داخل متجره لبيع الزهور والهدايا وسط مدينة
غزة، تبقى نشطة طوال العام، كما هي عليه اليوم بمناسبة "
يوم الأم".
فعلى مدار العام، لا يشهد متجره المكتظ بالأزهار، ازدحامًا بالزبائن، كما هو الحال في مثل هذا اليوم، بحسب ما يقول.
ويتابع عبده: "في يوم الأم يوجد إقبال من الناس على شراء الأزهار (..) حركة الشراء جيدة، رغم أنني لم أتوقع ذلك، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في غزة".
ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في شباط/ فبراير الماضي، فإن معدل البطالة في غزة، خلال الربع الأخير من العام الماضي، بلغ 42.8% (عدد السكان يقترب من مليوني نسمة).
وبعد أن أعدّ باقة أخرى من الأزهار لثلاث فتيات، أكمل عبده: "تعتبر الأزهار من الكماليات بالنسبة للمواطنين في غزة، الجميع بالكاد يوفر لقمة العيش، هذا يسبب لنا ركودًا كبيرًا خلال العام".
وتحاصر إسرائيل غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية، في كانون الثاني/ يناير 2006، ثم شددت
الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام التالي.
وفي عيد الأم، الذي يوافق 21 آذار/ مارس من كل عام، يحرص الفلسطينيون في قطاع غزة، على تقديم "
الهدايا" إلى أمهاتهم.
ولإنعاش الحركة الشرائية في شركته، قدّم طارق السقا، صاحب شركة "السقا للأجهزة الكهربائية"، عروضًا على الأجهزة التي يبيعها، وألصق على واجهة شركته لوحة إعلانية كبيرة لجذب المارة، تحت عنوان "يا أمي.. اطلبي وتمني".
وقال: "السوق يشهد ركودًا كبيرًا، شريحة واسعة من الفلسطينيين، تعاني الفقر والبطالة، والحرب زادت من سوء الأوضاع، بالإضافة إلى أن الآلاف منهم لم يتقاض راتبه منذ أكثر من عام".
ويقدر عدد الموظفين الذين عينتهم حكومة غزة، بعد الانقسام الفلسطيني الذي حصل عام 2007، بنحو 40 ألف موظف عسكري ومدني، لا يتقاضون رواتبهم كاملة منذ ما يزيد على عام، حين تشكلت حكومة الوفاق الوطني، التي لم تف بالتزاماتها تجاه القطاع المنكوب وأهله.