قال المحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل، إن الهجوم السعودي على
اليمن هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية شاملة ترمي إلى صد توسع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وقد أعدت الخطة العسكرية قبل بضعة أسابيع بعد أن عين سلمان، ملك
السعودية الجديد، في منصبه وجلب معه روحا سياسية جديدة، أكثر حزما.
وقال بارئيل في مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس"، إن هذا الخط الجديد يتمثل أساسا في بناء محور سني يضم معظم الدول العربية والمنظمات السنية المعتدلة والأقل اعتدالا، وإقامة قوة تدخل عربية تعتمد على جيوش دول الخليج ومصر بحجم نحو 40 ألف جندي.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تشارك في هذه الخطوات، وقد أعطت مباركتها للخطوة العسكرية أيضا. وتساعد قواتها بشكل كبير في هذه الخطوة على المستوى الاستخباري والتكنولوجي، ولكنها لا تشارك فيها بشكل مباشر.
وقال إن أعمال التنسيق يتكفل بها
محمد بن سلمان، الذي هو أيضا وزير الدفاع وعلى اتصال مباشر مع الإدارة الأمريكية. فالسرعة التي تبلور فيها التحالف العربي يدل على مخاوف السعودية وحلفائها من تحول اليمن ليصبح جزءا من منظومة النفوذ والسيطرة الإيرانية، ما من شأنه أن يحدث انفجارا جديدا في المملكة.
وأضاف أن من شأن مثل هذا الانفجار أن يثير الأقلية الشيعية، وأن يبث التمرد في البحرين حيث الأغلبية الشيعية، وأن يمنح إيران سيطرة استراتيجية في مضائق باب المندب وتقسيم الشرق الأوسط.
وأوضح أن السعودية تشعر بالإحباط من سياسة الولايات المتحدة التي تعمل على عقد اتفاق نووي مع إيران – والذي إذا ما وقع فإنه سيمنح طهران مكانة استراتيجية جديدة، ليس فقط في المنطقة بل وفي العالم بأسره.
ومع ذلك، وفقا للمحلل، فإن الهجوم المشترك في اليمن ليس معفيا من التهديدات. فإذا قررت إيران إرسال قوات مساعدة لليمن، وإذا بادرت إيران بنشاط تآمري عنيف في البحرين وفي السعودية، فمن شأن التحالف العربي أن يجد نفسه غارقا في عدة جبهات. الجبهة اليمنية نفسها معقدة ومتفرعة؛ وذلك لأن الغارات الجوية الكثيفة أيضا لا تضمن إبعاد
الحوثيين عن المدن التي احتلوها، أو جلبهم إلى طاولة المفاوضات التي عرقلوها المرة تلو الأخرى.
لكنه استدرك بالقول، إنه يحتمل أنه في الأيام القريبة القادمة سيعترف الحوثيون بأنهم ابتلعوا قطعة كبيرة جدا لا يمكنهم أن يهضموها، وأن يوافقوا على مفاوضات قد تغضب إيران ولكنها قد تعطي الحوثيين مكانة وقطعة مناسبة في الحكم.