قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الدعم العسكري واللوجستي التركي، كان "العامل الرئيسي" الذي ساعد مقاتلي المعارضة في السيطرة على مدينة إدلب بشمال غرب سوريا الشهر الماضي، محذرا السويد من انتقال الإرهاب إليها.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "إكسبرس" السويدية نشرت الجمعة، "أي حرب تضعف أي جيش" بغض النظر عن مدى قوة هذا الجيش.
وأضاف أنه في ما يتعلق بسقوط إدلب، "فإن العامل الرئيسي كان الدعم الهائل الذي قدمته تركيا، الدعم اللوجستي، والدعم العسكري، وبالطبع الدعم المالي الذي تلقوه من السعودية وقطر".
وأنكر الأسد واقع الثورة، مسجلا أن الأمر "عبارة عن حملة إعلامية، ولا دليل على إساءة تجاه أي مواطن، وإنما ما تم ارتكابه كان من قبل "الإرهابيين" أصحاب الأيديولوجيا الوهابية المدعومة طبعا من تركيا والسعودية وقطر".
ورفض الأسد الاتهامات بخصوص استعمال الأسلحة الكيمائية، معتبرا بأنها "شيطنة للرئيس وشيطنة للدولة، وجزء من الحرب الدعائية ضد سوريا منذ اليوم الأول، لكسب عقول وقلوب الشعب السوري لصالح أجندتهم".
وأضاف: "لم ينجح ذلك، إنهم يتحدثون عن الأسلحة الكيميائية دون أن يكون لديهم دليل واحد على ذلك، وحتى الأرقام التي تنشر من العديد من المؤسسات الأوروبية كجزء من الحرب الدعائية، تفاوتت بين 200 ضحية و1400 ضحية".
وتابع: "هذا يعني أن هذه الأرقام ليست موضوعية ولا دقيقة. وحتى الآن ليس هناك دليل على أن أولئك الناس قتلوا بسبب هذا الهجوم، يتحدثون عن الأسلحة الكيميائية دون أن يكون لديهم دليل واحد على ذلك".
و بالنسبة للتعذيب، قال: "لم تكن لدينا سياسة تعذيب تحت أي ظرف كان، وأي انتهاك للقانون، مثل التعذيب، أو الانتقام، أو ما إلى ذلك، يمكن أن يكون ذلك حدثا منفردا يحاسب عليه مرتكبه، وهذا ما يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم، كأي جريمة أخرى".
فيما يتعلق باللاجئين السوريين، شدد على أن "مقارنة ما يحدث في سوريا، حتى من وجهة نظر إنسانية، وما حدث في الحرب العالمية الثانية، نوع من المبالغة الكبيرة، فلا نستطيع أن نجري تلك المقارنة لأسباب سياسية، لكن بصرف النظر عن هذه المبالغة، لدينا ملايين الناس الذين هجروا من مناطقهم إلى مناطق أخرى بسبب الأعمال الإرهابية، وهذا عبء كبير في الواقع، فإننا نتحمل العبء الأكبر للأزمة".
وحذر السويد من أنها "لا تستطيع أن تظل آمنة، طالما كانت الحديقة الخلفية لأوروبا، وخصوصا حوض المتوسط وشمال إفريقيا في حالة من الفوضى وتعج بالإرهابيين، لا يمكن لأوروبا أن تكون آمنة".
ولخص ما يحدث في سوريا في "غياب القانون الدولي وعدم وجود منظمة دولية فعالة، يمكن أن تحمي بلدا من بلد آخر يستخدم الإرهابيين كعملاء ووكلاء ليدمروا بلدا آخر".
واعتبر أن "الأيديولوجيا الوهابية تشكل أساس كل إرهاب في العالم، المشكلة مع الولايات المتحدة وبعض المسؤولين الغربيين هي أنهم يعتقدون أن بوسعهم استخدام الإرهاب كورقة سياسية".
وأكد أنه "كحكومة، لنا الحق بأن نطلب الدعم من أي دولة أو منظمة أو كيان، يمكن أن يساعدنا في حربنا ضد الإرهاب".
ونفى اتهام الجيش بالتورط في القتل، قائلا: "هذا مستحيل، هذا مناف للواقع ولا يمكن قبوله"، وتساءل: "هل قتل الناس جزء من تلك الحرية، هل تدمير المدارس ومنع الأطفال من الذهاب إلى مدارسهم جزء من تلك الحرية، هل تدمير البنية التحتية والكهرباء، والاتصالات، وأنظمة الصرف الصحي، وقطع الرؤوس، وتقطيع أجسام الضحايا جزء من تلك الحرية؟".
وقال: "إننا ندعم كل شخص يعمل للحصول على مزيد من الحرية بطريقة مؤسساتية، وفي إطار دستور البلاد، وليس بالعنف والإرهاب وتدمير البلاد، ليست هناك علاقة بين ذلك وبين الحرية".