كتب ريتشارد سبنسر في صحيفة "صندي تلغراف" عن الإهانة التي تسبب بها
تنظيم الدولة لأكبر قوة في العالم، وكيف بلع الرئيس الأمريكي كلامه عندما وصف تنظيم الدولة بفريق كرة قدم هواة. ويشير سبنسر إلى تحليل أحدهم، الذي قال إن وصف تنظيم الدولة "بالدولة" ليس أمرا مبالغا فيه.
وينقل التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، عن مسؤول آخر قوله: "تنظيم الدولة منظمة أفضل من سابقه تنظيم القاعدة، فهو مدار بشكل جيد ولديه مصادر أفضل ومقاتلون أحسن، ولديهم خبرة متفوقة". وقال مسؤول آخر تحدث عن سقوط
الرمادي: "لم نر شيئا مثل هذا".
وتذكر الصحيفة أن هذا جاء بعد الكشف عن تقرير سري لوكالة الاستخبارات الدفاعية، التي حذرت من نشوء إمارة سلفية في سوريا، قد تدفع إلى عودة تنظيم الدولة إلى جيوبها التقليدية في الأنبار. وكتب سبنسر عن سر نجاح التنظيم الذي يقول إنه استطاع منذ ظهوره عام 2013، فهم الأساليب والاستراتيجية.
ويقول الكاتب إن التنظيم اعتمد في درجة كبيرة الأساليب التي نفذها الزعيم الصيني ماوتسي تونغ في الزحف الكبير، فقد اعتمد سياسة احتلال الريف قبل الدخول إلى المدن الكبرى. ومن هنا فإن تنظيم الدولة الذي أصبح فاعلا في الثورة الثقافية، من خلال تدمير التاريخ يعتمد السياسة ذاتها، ويستغل مكامن ضعف أعدائه، ويقوم باختيار أهدافه، والضرب بقوة حاسمة وموجعة.
ويلفت التقرير إلى استخدام التنظيم للدعاية من أجل تسيد مجال التواصل الاجتماعي؛ لترويع أهدافه معنويا.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين عراقيين بارزين في الشرطة، قولهم إنهم تلقوا رسائل هاتفية وصورا لزملائهم، الذين قطع التنظيم رؤوسهم، وهو ما ترك أثر كبيرا عليهم.
ويبين سبنسر أن التنظيم يستخدم العنف الحقيقي من أجل زرع الفوضى، وكانت الطريقة المفضلة للتنظيم ولسنوات هي السيارات المفخخة. وعلى ما يبدو فإن غياب المفخخات والهجمات العشوائية هو واحد من الأسباب التي جعلت أهل الموصل يفضلون حكم التنظيم. وهذا ليس مثارا للدهشة؛ لأن الإرهابيين هم الذين يسيطرون على الوضع.
ويجد الكاتب أنه "عندما يكون عدوك ضعيفا ومنقسما، وفي حالة معنوية متدنية تقوم بتوجيه الضربات القوية، التي تضلل في قوتها المراقب، ولا يعرف عدد المشاركين فيها".
وينوه التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن عملية الرمادي التي استعد لها التنظيم منذ 18 شهرا، بدأت بسلسلة من الهجمات الانتحارية شاركت فيها 30 شاحنة، منها 10 شاحنات كانت تساوي في حمولتها التفجير الذي ضرب أوكلاهوما عام 1995، وقتل 165 شخصا.
وترى الصحيفة أن القول إن حكومتي
العراق وسوريا مسؤولتان عن صعود تنظيم الدولة ليس جديدا، خاصة أنهما لم يقدما للسنة الأسباب التي تدفعهم لدعم الحكومتين. مع أن البعض يقول إن التركيز على قصور الحكومتين يتعامى عن جاذبية ورومانسية فكرة الجهاد للكثيرين، سواء تعرضوا للاضطهاد أم لا، ويجب أن تواجه فكريا وعاطفيا.
ويعتقد سبنسر أن هذا صحيح، مستدركا بأن الاعتماد على حرق التطرف الإسلامي ذاته، أو الانتظار حتى يتم إقناع الجهاديين بتغيير مواقفهم لن يحل المشكلة.
وتوضح الصحيفة أنه يجب على العالم في هذه الحالة اتخاذ حلول قد تبدو غير عادية أو منطقية، فما حدث في تكريت هو أن قوات الحشد الشعبي اجتمعت مع الطيران الأمريكي لإخراج التنظيم منها، وتركها أرضا يبابا لم يستطع سكانها بعد العودة إليها، ولا تزال تحكم بالبندقية لا القانون.
وتختم "صندي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن هذا لن يكون حلا جذابا للسنة في الحرب ضد تنظيم الدولة. ولهذا وإن أريد الانتصار في الحرب ضد التنظيم؛ فإن الخطوة الأولى التي من الواجب اتخاذها هي التوضيح للسوريين والعراقيين ما يقتضي النصر تحقيقه، ولماذا سيكون في صالحهم.