قال مقال في صحيفة
هآرتس الإسرائيلية إن
حزب الله يواجه عددا كبيرا من الخلافات على كل الجبهات، أهمها خلافات الحزب مع
إيران، وفي لبنان، ومرورا بالخلافات بين الأمين العام للحزب
حسن نصر الله ونائبه، والخلافات الناجمة عن غياب الانضباط داخل الحزب، بحسب "تقارير تصل من إيران"، على حد تعبير الصحيفة.
وأشار المحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل في هآرتس الجمعة، إلى أن هذه الخلافات تأتي في ظل "المعركة الوجودية" لإيران وحزب الله ونصر الله - على وجه الخصوص - في
سوريا.
خلافات سياسية في لبنان
وأشار بارئيل إلى أن تهديد نصر الله هذا الأسبوع بتحرير مدينة عرسال الحدودية ذات الأغلبية السنية - المحاصرة من الجيش اللبناني والنصرة وتنظيم الدولة، التي كانت نقطة لوجستية للجيش الحر قبل انسحابه منها -، سيترك آثارا كبيرة على الوضع في لبنان.
وأوضح أن دخول المدينة سيؤدي إلى حرب طائفية جديدة، أخذت طابع تراشق الكلام ما بين كتلة المستقبل وحزب الله، مستشهدا بالحوار الحاد بين وزير العدل عن كتلة المستقبل أشرف الريفي ومندوب حزب الله محمد رعد.
استبدال نصر الله
وقال برئيل، المختص بالشؤون العربية في الصحيفة، إن هذه الضغوط الداخلية تضاف لخسائر الحزب في معارك القلمون على يد جيش الفتح، مما أثار "عدم رضى من الشكل الذي يدير به نصر الله المعركة العسكرية"، بحسب تقارير تصل من إيران، على حد قوله.
وأضافت هذه التقارير أن هناك فكرة لاستبدال نصر الله بقائد آخر وتعيينه "موجها أعلى" دون صلاحيات ميدانية، مؤكدا أن إيران جمدت تعيينات أمر بها نصر الله في الجنوب اللبناني وبعلبك شرق لبنان.
خلافات داخل الحزب
هذه التعيينات، بحسب برئيل، أدت لخلافات داخلية بين نصر الله ونائبه نعيم قاسم "الذي يرى نفسه مرشحا لخلافة نصر الله"، في وقت تتراوح به خسائر الحزب في سوريا ما بين مئات ونحو 3 آلاف قتيل، مشيرا إلى أن الأرقام الكبرى أقرب للحقيقية لأن نصر الله يحاول تجنيد من يستطيع.
وتابع برئيل أن هذه الخسائر أدت إلى ضعف انضباط في صفوف حزب الله، مستشهدا بسرقة السلاح من مخازن الحزب وبيعه، وتحويل مكثف للأموال في أوروبا، ونية المنظمة استيضاح مصير المساعدة المالية الهائلة التي تم تحويلها إلى المنظمة.
غياب التأثير الاجتماعي
على الصعيد الاجتماعي اللبناني، فقدت خطابات نصر الله بريقها بالنسبة لكثير من اللبنانيين، بمن فيهم "الكثير من الشيعة الذين يخشون أن تدخل حزب الله في لبنان سيحوله إلى ميدان معركة"، بحسب برئيل.
وأشار إلى اتهامات نصر الله للشيعة الذين لا يؤيدونه بأنهم "شيعة السفارة الأمريكية والخونة"، الذين يخدمون المصالح الأمريكية، مما أدى إلى فتح حساب تويتر ساخر من نصر الله، غرد فيه مئات اللبنانيين عن نفورهم منه، وتحذيرهم من جر لبنان للهاوية.
حرب وجودية
وبالرغم من كل هذه الخلافات، فإن حرب سوريا تظل حربا وجودية لنصر الله، إذ إن سقوط الأسد يعني سيطرة الثوار والدخول بحرب أهلية "شبيهة بحرب أفغانستان"، أو الحل السياسي - ولو بالمعجزة - الذي سيحاسب كل من تعاون مع الأسد، مما يعني غياب الدعم العسكري واللوجستي عن حزب الله.
أما إيران فهي تبحث بشكل جدي مسألة استمرار الدعم للأسد، إذ إنها لم تغير سياستها العلنية بمنحه المزيد من خطوط الائتمان، لكنها، بحسب برئيل، قد تغير هذه السياسة بحسب الاتفاق النووي مع الغرب لتنقذ مكانتها ونفوذها، وتتنازل عن الأسد "كي تضمن ألا يتنكر لها كل نظام يقوم في سوريا، وألا يقطعها عن سوريا ولبنان".
واختتم برئيل مقاله بالحديث عن تفحص إيران بتخوف للحلف الجديد بين السعودية وتركيا، الذي بدأ يعطي انتصارات للثوار في معاركهم ضد جبهتي تنظيم الدولة، ونظام الأسد الذي تدعمه إيران بالمدربين والمال والمليشيات الشيعية العاملة في العراق ضد تنظيم الدولة، مما يضعها كحليف غير رسمي لأمريكا وأوروبا.
وقال برئيل إن هذا سيؤثر على حزب الله، إذا لم تنجح بأن تثبت بأنها قادرة على مساعدة الأسد في السيطرة على دولته، أو القضاء على الثوار في المناطق التي سيطروا عليها، وهو ما يخشاه سكان عرسال وبقية مواطني لبنان.