قبل الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، استقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، بعد يومين من إجراء الانتخابات التشريعية، التي حصل فيها حزب
العدالة والتنمية على المركز الأول، دون تحقيق الأغلبية المطلقة، التي تسمح له بتشكيل حكومة بمفرده.
وقدم أردوغان، شكره لأحمد داود أوغلو للخدمات التي قدمها خلال ترأسه للحكومة السابقة، وطلب من الحكومة مواصلة تواصل مهمتها بتصريف الأعمال إلى أن يتم الإعلان عن
تشكيل حكومة جديدة.
وأشار بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، أن أردوغان قبل استقالة داود أوغلو، في لقاء جمعهما بالقصر الجمهوري، داعيا مجلس الوزراء إلى البقاء على رأس مهامه حتى تشكيل حكومة جديدة.
وأشار مراقبون أن أمام مجلس الأمة الكبير (البرلمان)، روزنامة عمل حافلة، تبدأ اعتبارا من الأسبوع الجاري؛ حيث تلتئم الجمعية العامة للبرلمان، برئاسة النائب الأكبر سنا، في اليوم الخامس عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات عن النتائج الرسمية في التلفزيون الحكومي، ليؤدي النواب اليمين الدستوري، ثم تبدأ الترشيحات لمنصب رئيس البرلمان في الأيام الخمس الأولى، عقب أداء اليمين، وتجري الانتخابات في الأيام الخمس التالية.
وأضاف المراقبون أن هناك ثلاث سيناريوهات محتملة، تنتظر تركيا في المرحلة القادمة؛ أولها تشكيل حكومة ائتلافية بين الأحزاب التي تمكنت من دخول البرلمان، والثاني تشكيل حكومة أقلية، والثالث التوجه إلى انتخابات نيابية مبكرة.
ونوه المراقبون إلى أن سيناريو تشكيل حكومة ائتلافية، هو السيناريو الأبرز في هذه المرحلة، لكون حزب العدالة والتنمية، صاحب أكبر عدد من المقاعد، لم يتمكن من الحصول على 276 مقعدا، وهو النصاب اللازم لحصول الحكومة على ثقة البرلمان.
وأشار المراقبون إلى أن داود أوغلو سيجري مباحثات مع الأحزب السياسية الثلاثة الأخرى في البرلمان، (حزب الشعب الجمهوري، حزب الحركة القومية، حزب الشعوب الديمقراطي)، من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، وفي حال عدم تمكن داود أوغلو من تشكيل الحكومة، يمكن لرئيس الجمهورية أن يكلف آخر بذلك.
وأضاف المراقبون أن عدم حصول مجلس الوزراء المشكل على ثقة البرلمان، سيعني تشكيل مجلس وزراء جديد خلال 45 يوما، وفي حال عدم تشكيل المجلس الجديد أو عدم حصوله على الثقة، وقتها يحق لرئيس الجمهورية اتخاذ قرار بالاستشارة مع رئيس البرلمان لإجراء انتخابات جديدة.
ووفقا للدستور؛ فإن على مجلس الوزراء تقديم استقالته في حال تم اتخاذ القرار بالتوجه إلى انتخابات جديدة، فيما يقوم رئيس الجمهورية بتعيين رئيس وزراء لتشكيل مجلس وزراء مؤقت، خلال خمسة أيام من الإعلان عن قرار إجراء انتخابات جديدة في الجريدة الرسمية، دون الحصول على ثقة البرلمان. ويعمل المجلس المؤقت خلال فترة الانتخابات وإلى حين التئام البرلمان عقب الانتخابات.
وشهدت تركيا، الأحد، إجراء انتخابات تشريعية، فاز فيها الحزب الحاكم بالمركز الأول، وبلغت نسبة أصواته 40.87 في المائة خولته الفوز بـ 258 مقعدا في البرلمان، وذلك بعد فرز جميع الأصوات الانتخابية، بحسب نتائج أولية أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات.
وأوضحت اللجنة العليا في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أن حزب العدالة والتنمية فاز بـ 40.87 في المائة من أصوات الناخبين فيما، تخطى حزب الشعوب الديمقراطي، الحاجز الانتخابي (10%)، بحصوله على 13.12% من الأصوات.
وذكر البيان أن حزب الشعب الجمهوري حل في المركز الثاني بنسبة 24.95%، بينما حصل حزب الحركة القومية على 16.29%، فيما حصلت الأحزاب الأخرى والمرشحون المستقلون على 4.77%.
ودخلت تركيا في خضم مرحلة حرجة مدتها 45 يوما، لتشكيل حكومة جديدة، على ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية، التي جرت الأحد، ولم تمكن أي من الأحزاب المشاركة فيها، من الحصول على نسبة من الأصوات، تخوله تشكيل حكومة بمفرده.