تتوالى القرارات "الصادمة" الواحد تلو الآخر بحق جماعة
الإخوان المسلمين في الأردن، ويجري سحب البساط من تحتها شيئا فشيئا. وبعد منح الحكومة لمجموعة من المفصولين يتزعمهم المراقب العام الأسبق عبد المجيد ذنيبات، ترخيصا باسمها الرسمي، فقد بدأت مرحلة التضييق تتوسع.
البداية كانت بعد شهرين من إعلان ترخيص الجمعية الجديدة، حيث بدأت السلطات الأردنية بمنع الجماعة الأم من إقامة فعالياتها، وألغت وزارة الداخلية احتفال الجماعة بعقدها السبعين في بداية أيار/ مايو الماضي، تلاها إلغاء احتفالين في مدن أخرى، وصولا إلى إلغاء حفل إفطارهم السنوي.
ولجأت الدولة الأردنية إلى نقل ملكيات الجماعة الأم إلى ملكية الجمعية الجديدة، وأصدرت قرار عدليا تطلب فيه نقل جميع الممتلكات المسجلة باسم أشخاص إلى الجماعة الجديدة، وصولا إلى منع الجماعة التي يقودها المراقب همام سعيد، من رفع أي يافطة باسم "جماعة الإخوان المسلمين".
وفي تعليقه على كل هذه الأحداث، يقول القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين،
مراد العضايلة، إن "الحركة ليست عبارة عن لافتات مرفوعة، أو مقرات مبنية، الحركة موجودة في قلب المجتمع الأردني".
ويضيف العضايلة في حديثه لـ"
عربي21"، وهو الذي يشغل منصب مدير المكتب الإعلامي للجماعة، أن الأخيرة "حاضرة في جميع أوساط المجتمع، وفعاليتها لن تكون عبر بوابة واحدة، وستعبر ضمن وسائل مختلفة".
وكلام العضايلة تصدقه وقائع على الأرض للجماعة، فقد أقدمت على إقامة العديد من الإفطارات الرمضانية في العديد من المدن، لكن ليس باسم الجماعة، إنما عن طريق مآدب دعا إليها واستضافها قيادات في الجماعة.
وكان آخر الفعاليات إفطار "بلعما" في مدينة المفرق شرق الأردن الذي استضافه البرلماني الأردني السابق والقيادي الإخواني عبد المجيد الخوالدة، والذي من خلاله أرسل أمين عام جبهة العمل الإسلامي عدة رسائل، بأن "الحركة الإسلامية في الأردن هي جزء لا يتجزأ من نسيج الوطن.. وهي بشهادة الجميع من أعمدة وركائز الاستقرار، وليس لديها بوصلة غير بوصلة الوطن".
ويرى مراقبون أن الدولة تشن حربا باردة على جماعة الإخوان المسلمين، بدعمها الانشقاق الحاصل، والذي يبدو أنه عمودي وليس أفقيا، حيث لا تزال الغالبية الساحقة من قواعد الإخوان تؤيد الجماعة الأم.
ونفى العضايلة في حديثه نية الجماعة الحوار مع الجمعية الجديدة المرخصة، وقال: "هم خارج التنظيم وأدوات للنظام، ولا يملكون قرار التفاوض".
ويبدو أن الخيار الأقرب للجماعة في ظل خياراتها المحدودة، هو التوجه إلى إقامة فعالياتها عبر بوابة حزب جبهة العمل الإسلامي، الذي يعتبر الذراع السياسية للجماعة الأم، خصوصا أن هناك حديثا حول دعوتها لأفرادها إلى "التسجيل بشكل مكثف في الآونة الأخيرة".