طالب المحلل
الإسرائيلي المختص بالشؤون الأمنية والاستخباراتية يوسي ملمان، جميع دول العالم بالاتحاد وإرسال الجيوش إلى
العراق وسوريا للقضاء على
تنظيم الدولة، مستبعدا في الوقت نفسه إمكانية تحقق ذلك.
وفي مقالته لصحيفة "معاريف" الأحد، هاجم ميلمان الرأي العام العالمي بالقول: "كفوا عن التلون"، مشيرا إلى أن الأحداث التي وقعت خلال الأسبوع الماضي كانت الأصعب والأكثر فشلا في الصراع ضد الإرهاب العالمي، وتحديدا ظاهرة تنظيم الدولة.
وأشار الكاتب إلى أن 100 شخص قتلوا في ثلاث قارات بهجمات إرهابية، في كل من تونس والكويت وفرنسا والصومال.
وشدد ميلمان على أن كل الدلائل تشير إلى تنظيم الدولة، الذي تبنى مسؤولية العمليات في تونس وفرنسا والكويت. وفي الصومال كان المنفذون من رجال المجموعة المحلية التي تسمى "الشباب"، التي يختلف قادتها فيما بينهم حول تقديم الولاء والقسم للقاعدة أم لتنظيم الدولة.
وأكد أن الحقيقة هي أنه لا فرق بين التنظيمين بالنسبة للغرب، خصوصا حول نواياهما الدموية تجاه الغرب وتجاه الأنظمة في الدول العربية والمسلمين المعتدلين، وأبناء الديانات الأخرى والأقليات العرقية في الشرق الأوسط مثل الأكراد والدروز والآشوريين وغيرهم.
وتابع بأنه ليس هناك فرق كبير في الأيديولوجيا الدينية التي تحركهم وفي الأدوات التي يستخدمونها. الفرق الوحيد هو جهود تنظيم الدولة لإدهاش العالم بطرق القتل والاستخدام المتطور للتكنولوجيا. فيبدو أن قطع الرؤوس لا يكفيهم، فيقومون بصلب الأطفال أو القتل عن طريق الإغراق في حين توثق كاميرات تحت مائية ذلك مثلما يحدث في مسابقات السباحة.
ونوه إلى أن الهجمات الإرهابية جاءت في الأسبوع الثاني من رمضان، وهو العيد المهم والعائلي في التقويم الإسلامي. وقد نشر المتحدث باسم تنظيم الدولة قبل ذلك ببضعة أيام بيانا حث فيه المؤيدين على القتل في هذا الشهر بالتحديد، وقد انصاعوا للأوامر.
وشدد ميلمان على أن المشكلة الخطيرة تكمن في الرد الضعيف لزعماء الغرب. فبعد كل هجوم إرهابي يقوم رؤساء كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى بالاستنكار، لكنهم عمليا لا يفعلون شيئا، على حد تعبيره.
وقال إنه لا يمكن القضاء على ظاهرة تنظيم الدولة عن طريق الاستخبارات النوعية، ومقارنتهم بالنازيين؛ بل لا بد من التصميم والاستعداد لتقديم الضحايا في الحرب.
وأشار إلى أنه لا يكفي الهجوم من الجو، والمطلوب من العالم، الغرب وروسيا والصين والهند والدول العربية، الاتحاد وإرسال الجنود إلى ميدان المعارك في العراق وسوريا.
ودون خطوة كهذه لا يمكن القضاء على 30 ألف شخص من تنظيم الدولة، على حد تعبير ميلمان.
واستدرك بالقول، إن هذا لن يحدث لأن الدول منقسمة فيما بينها حول مواضيع أخرى، والعالم غير مستعد لدفع الثمن، على حد وصفه.