نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول تواجد مؤيدي
تنظيم الدولة على الأراضي الأفغانية، تعرضت فيه إلى الاستنفار الأمني الذي شهدته أفغانستان على إثر ظهور مجموعات مسلحة موالية لزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي على أراضيها، وأشارت إلى الخسائر الفادحة التي تعرضت لها هذه المجموعات على أيدي القوات الأمنية الأفغانية التي نجحت في القضاء على ستة من أهم قياداتها، وآخرهم القائد حافظ سعيد خان، الأمر الذي ينبئ بقرب انتهاء وجود تنظيم الدولة في أفغانستان، حسب قولها.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إن شهر تموز/ يوليو الجاري يعد شهرا كارثيا بالنسبة لفرع تنظيم الدولة في أفغانستان، حيث تم القضاء على غول زمان، الرجل الثاني في التنظيم، ومساعده، خلال تفجيرات تم القيام بها في في السادس من الشهر الجاري، ثم في اليوم التالي كان الدور على شهيد الله شهيد، الذي كان يضطلع بدور الناطق الرسمي باسم هذه المجموعة المسلحة، كما تم التخلص من حافظ سعيد خان يوم الجمعة الماضي عن طريق صاروخ أطلقته طائرة أمريكية دون طيار.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من عدم تأكيد صحة المعلومات التي نشرتها وكالة الاستخبارات الداخلية الأفغانية، فإن هذه التطورات تؤكد مدى تزايد حضور وخطورة الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة، الذي لم يمض ستة أشهر على تكوينه في هذه المنطقة. لكن تمكن خلال هذه الفترة القصيرة من الظهور بقوة استدعت تدخل أقوى الأجهزة الأمنية في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن عبد الرؤوف خديم، وهو أفغاني كان في السابق عضوا في تنظيم
طالبان وتم إطلاق سراحه من سجن غوانتانامو، هو من قام بإنشاء الخلية في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري في محافظة هلمند، مسقط رأسه جنوب البلاد، وذلك بعد أن قامت الجهات المشرفة على تنظيم طالبان بالتخلي عنه.
وأوردت الصحيفة أن مجموعة أخرى من المقاتلين أعلنت عن وجودها بالقرب من الحدود الباكستانية، حيث قام شهيد الله شهيد، الناطق الرسمي السابق لحركة طالبان الباكستانية، بمبايعة أبي بكر البغدادي من خلال مقطع فيديو تم نشره في 10 كانون الثاني/ يناير الماضي.
كما أشارت إلى أن شهيد الله شهيد حاول إثارة إعجاب أمير تنظيم الدولة، حيث قام بإحاطة نفسه بعدد من الرجال ذوي الرتب العالية في حركة طالبان الباكستانية سابقا، مثل حافظ سعيد خان، الذي كان يترأس المجموعة المنتشرة في منطقة أوركزي الباكستانية، وغول زمان، المرشح للهيئة القيادية للحركة في 2013، إضافة إلى عدد من مقاتلي محافظتي لوكر وكونر.
ولفتت لوفيغارو إلى أن السلطات الأفغانية لم تتمكن من التفطن إلى أعضاء التنظيم على أراضيها، إلا بعد أن قام الناطق الرسمي لتنظيم الدولة بالإعلان عن حافظ سعيد خان قائدا للفرع الأفغاني، وعبد الرؤوف خديم نائبا له، لتقرر حينئذ استهدافهما والتخلص منهما.
وأكدت الصحيفة في المقابل أن هذه التصفيات لم تعق تقدم المنظمة المسلحة، التي قامت بالاستيلاء على عدة مناطق في محافظة ننكرهار الشرقية القريبة من الحدود الباكستانية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن استخدام الاستخبارات الأمريكية طائرات دون طيار في عملياتها، التي تستهدف كبار المقاتلين، قد أثبتت نجاعتها، ولكنها أثارت جدلا واسعا في الوقت ذاته. وأضافت أن نجاح الدولة الأفغانية في القضاء نهائيا على أي وجود لتنظيم الدولة في أفغانستان، سيعتمد على كسب ولاء قبائل المناطق الريفية التي تخلت عنها طالبان.