تتزايد الضغوط على العلماء
الأزهريين في
مصر يوميا، مع اتجاه وزارة الأوقاف لعسكرة الوزارة والمساجد وتعيين لواءات بمجالس إدارة المساجد الكبرى، واتهام
جبهة علماء الأزهر بكونها تنظيما إرهابيا.
وكانت وزارة الأوقاف قد أصدرت السبت قرارا بتعيين اللواء عبد القادر سرحان رئيسا لمجلس إدارة مسجد عمرو بن العاص؛ بدعوى "اختيار شخصيات تتناسب مع الفكر الجديد للدولة"، مما أثار تفاعلا واسعا بين نشطاء التواصل الاجتماعي والإعلاميين والحقوقيين.
ناشطون: بعد تعيين اللواء.. ساووا في القرار بين المساجد والكنائس
فقد علق عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادي بقوله: "بعد تعيين
السيسي للواء عبد القادر سرحان في مسجد عمرو بن العاص، بدلا من استقيموا يرحمكم الله انتباه يرحمكم الله".
وطالب المؤرخ سليم عزوز بالمساواة في القرار بين المساجد والكنائس فقال: "عسكرة المساجد بدأت بقرار تعيين لواء أركان حرب رئيسا لمجلس إدارة مسجد عمرو بن العاص..لا مانع إنما ينبغي أن تمتد العسكرة المباركة للكنائس امتثالا لمبدأ المساواة في المراكز القانونية المتماثلة".
كما علق رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية جابر الحرمي، عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر، بقوله "بعد تعيين لواء للإشراف على مسجد عمرو بن العاص: المساجد في مصر تحولت إلى معسكرات جيش".
وقال محمد جاد الحق "حكومة التيكنوقراط... اللواء المناسب في المكان اللي هو عاوزه"، في حين سخر محمد حسن من القرار قائلا، إن سببه يرجع إلى رغبة السلطة في اعتقال كل من يدعو على الظالمين، فقال: "أمال مين هيوقف المصليين صفا صفا..وبعدين مين هيمسك الناس وهي بتدعي على الظلمة ؟!!".
كذلك تهكم زهران عبدالهادي قائلا "بعد تعيين لواء كرئيس مجلس إدارة مسجد عمرو بن العاص، لازم تصلي بالبيادة والأفرول (الزي العسكري) وتمشي معتدل مرش وتنفذ الأمر لو كان غلط"، في حين أشار أحمد مصطفى إلى توغل اللواءات في جميع المناصب، فقال: "اللواءات خلصوا كل المناصب ودخلوا ع الجوامع ..لسه مراجيح مولد".
وقال أسامة عبد الرحيم "يعني إيه تعيين لواء جيش متقاعد رئيس لمجلس إدارة مسجد عمرو بن العاص، يعني تدي التحية العسكرية قبل تكبيرة الإحرام، ولو جيت الجمعة متأخر تنزل عشرة ضغط ولو حصلك سهو في ركعة تدور نفسك مكتب!".
وعلى جانب آخر تداول النشطاء خبرا ساخرا لإحدى المواقع الإخبارية الساخرة - التي تعتمد على نشر أخبار ناقدة في صياغة تهكمية - بأن هناك قرارا وزاريا آخر بتعيين مرتضى منصور كإمام وخطيب تابع لوزارة الأوقاف، رغم ما هو معروف عنه من فحش في الحديث وتهجم على القيم الإسلامية.
وزارة الأوقاف تهاجم جبهة علماء الأزهر وتصفها بالإرهابية
يأتي ذلك في الوقت ذاته الذي شن فيه وزير الأوقاف هجوما على جبهة علماء الأزهر، وطالب بضمها لقائمة التنظيمات الإرهابية.
وكان الوزير محمد جمعة قد طالب بإدراج جبهة علماء الأزهر ضمن قوائم الكيانات الإرهابية، مبررا أنها تبث عبر موقعها الإلكتروني "جرائم إرهاب إلكترونية".
وقال وزير الأوقاف في بيان صدر عنه السبت "إن الجبهة تسيء للدين والوطن، وتستغل اسم الأزهر الشريف وهو منها براء، ولأن من يستغلون هذا الاسم هم عناصر إخوانية متطرفة".
بينما ردت الجبهة في بيان آخر لها عبر موقعها الرسمي، بأن الوزير يهاجم الجبهة في الوقت ذاته الذي لا يزال فيه أحد أعضائها الرسميين والمقيد بقوائم الجبهة.
وقالت الجبهة في بيانها "إذا بوزير الأوقاف يصدر عنه ما صدر وهو كان أحد أعضائها ولا يزال اسمه مدرجا في سجلاتها بالجهات الرسمية، ولم يقدم حتى بطلب استقالته من صفوفها، وهي التي لا تزال تجادل عن شرف الأزهر ورسالته بالحق وللحق، ولا تزال قضاياها مع من ظلمها منظورة أمام القضاء وكان الأحرى بسيادة الوزير أن ينشر على العامة ما ظهر له من معالم انحراف أمرها إن كان لديه شيء من أدلة غابت عن الدولة منذ خمسة عشر عاما، أو يعلن تبريه وتفصيه عن صفوفها، وهي التي - بحمد الله- لا تزال حافلة بالأعلام من شيوخه وزملائه، قائمة برسالتها وواجباتها على وفق المتيسر لها من وسائل وأسباب".
يُذكر أن "جبهة علماء الأزهر" تأسست بالقاهرة عام 1946 قبل تأسيس مجمع البحوث الإسلامية، ثم توقفت في أواخر الثمانينيات وعاودت نشاطها عام 1994، ومنذ العام 2000 اختفت الجبهة حتى عاودت الظهور مرة أخرى من الكويت، وأطلقت موقعا إلكترونيا معلنة إحياء نشاطها ورسالتها.
وتقود وزارة الأوقاف حملة لمصادرة كتب عدد من الدعاة بسبب ما تسميه "أفكارهم التكفيرية ودعمهم للإرهاب"، وشملت القائمة كتب الدكتور يوسف القرضاوي وسيد قطب وحسن البنا، وعددا آخر من المشايخ والأئمة، المحسوبين على التيار الإسلامي.