منعت حركة أحرار الشام دخول صحيفة مؤيدة للثورة من الدخول إلى الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الثوار، عبر معبر باب الهوى على الحدود التركية شمال
سوريا، بسبب انتقاد الصحيفة في مقال ساخر لها، قائد جيش الإسلام زهران
علوش، فيما لم يصدر بيان رسمي من الحركة يوضح ملابسات القرار الأخير، لتكون هذه الصحيفة الثالثة التي تمنع من الدخول هذا الشهر، حيث سبق أن منعت صحيفتا "طلعنا على الحرية" و"كلنا سوريون" من الدخول لأسباب مشابهة.
وأعرب رئيس تحرير صحيفة "صدى الشام"، عبسي سميسم، عن أسفه إزاء قرار منع دخول الصحيفة. وبحسب سميسم، فإن ذلك القرار صادر عن مسؤول للحركة في معبر "باب الهوى"، يكنى"أبي الطيب"، وهو شقيق أحد الأمراء في الحركة.
وقال سميسم في اتصال لـ"
عربي21": إن قرار المنع يعود إلى أن أبا الطيب معجب بعلوش، ولذلك فقد تم منع دخول 4000 نسخة من الجريدة إلى الداخل بسبب مادة رأي لا تتجاوز المئة كلمة فقط، حسب قوله.
وأضاف: "لقد أصبحنا نتوقع أن تمنع الجريدة بسبب انزعاج عنصر من مادة، أو بسبب عدم رضا ابن مسؤول عن الكلمات المتقاطعة في الجريدة، أو أي شيء آخر"، وفق تعبيره.
وأشار سميسم إلى أنه "بعد أن حظرت وحرقت جرائد محلية في بداية العام الحالي، توجهنا نحن في الشبكة السورية للإعلام المطبوع التي تضم عدة جرائد محلية؛ إلى الهيئة الشرعية، واتفقنا معهم حينها على أن يرفع الحظر على دخول الجرائد، بعد أن طلبوا منا عدة شروط، من بينها أن لايصور الفصيل الذي تتناوله الجريدة بالنقد على أنه يمثل الدين الإسلامي، وضمنوا لنا حرية توجيه النقد للجميع".
وعبر سميسم عن اعتقاده بأن "الخلل يكمن في المزاج الشخصي للشخص المسؤول عن حركة المعبر، وتبعا للأهواء الشخصية فقط"، موضحا أن "هذا القرار لم يكن الأول. فمنذ أيام منعت جريدة "كلنا سوريون" من الدخول أيضا". وقال سميسم: "كنا نتمنى أن تكون قرارات المنع صادرة عن أشخاص يقيِّمون بمهنية، لا وفق مزاجهم فقط"، حسب تعبيره.
وكانت "صدى الشام"، وهي إحدى الصحف التي نشأت خلال الثورة السورية، قد نشرت مادتها الساخرة محط الخلاف الأخير، في صفحة فضائيات، تحت عنوان "موجز الأخبار". وتضمنت المادة تصريحات ساخرة منسوبة لزهران علوش؛ قال فيها إن قواته "البطلة سوف تكون جاهزة لساعة الصفر الآتية لا محالة والتي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر". ويعلق المقال ساخرا بأن "رد زهران سيكون مزلزلا، لكنه يحتفظ بحق الرد".
وختمت الصحيفة مادتها الساخرة بدعاء لقائد جيش الإسلام بـ"النصر والتعجيل بالفرار"، أثناء مأدبة عشاء أقامها لوجهاء من الغوطة، استمرت حتى أذان الفجر، بينما نقلت عنه قوله أيضا أن السوريين لا يجدون ما يأكلون.
وكانت الإدارة الذاتية لمدينة عفرين (ريف حلب)، التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي الكردي، قد منعت دخول ثلاث صحف خلال الشهرين الماضيين بحجة انتقاد هذه الصحف للإدارة الذاتية.