أثارت "
إقالة" رئيس الانقلاب بمصر عبدالفتاح
السيسي، لحكومة إبراهيم
محلب، وتكليف وزير البترول شريف إسماعيل بتشكيل حكومة جديدة، تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة، وتداعيات هذا الإجراء على الأوضاع في
مصر.
وقال رئيس البرلمان المصري المنعقد بتركيا، جمال حشمت، إنه لن تكون هناك
تداعيات ملموسة على المشهد السياسي، سوى محاولة العسكر إحكام سيطرته على مقاليد الأمور، مشيرا إلى أن "المدنيين، مثل محلب وغيره، هم بمثابة ماريونت في أيدي العسكر، يتم استخدامهم لحرقهم، واستبدال فاشل بفاشل، وفاسد بفاسد آخر".
وحول انعكاس هذه التغييرات على الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ أوضح لـ"
عربي21" أن مشهد الانتخابات كان مرتبكا من الأساس في ظل وجود محلب، وأنه لا رغبة حقيقية لدى السيسي من أجل عودة البرلمان بصلاحياته، إلا بعد أن يطمئن ويتأكد من السيطرة التامة عليه.
وأضاف أن السيسي "يحاكي المحاولات القديمة للمخلوع مبارك، الذي كان يقوم بإلهاء
المصريين وتخفيف حالة الاحتقان من خلال تغيير الوزراء والحكومات"، مشيرا إلى أن "المحصلة تبقى واحدة، وهي أن أصل الداء ورأس الفساد لا يزال موجودا، ولذلك؛ من غير المتصور أن يكون هناك اختلاف كبير في المشهد السياسي".
لن يتغير شيء
من جانبه؛ رأى أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة، أن الهدف الرئيس مما حدث؛ هو "محاولة احتواء نوع من الغضب الشعبي، ومن عدم الثقة في الحكومة، ومحاولة معالجة الانطباع العام بأن الأمور تسير مثلما كانت في الماضي، وأن شيئا لم يتغير".
وحول ما إذا كان نظام السيسي سينجح في احتواء الغضبة الشعبية ضده؛ قال نافعة لـ"
عربي21": "لا أحد يعلم ذلك على وجه التحديد، لكن يبدو من غياب المعايير الواضحة والمحددة التي يتم على أساسها اختيار رئيس الحكومة والوزراء؛ فإن الحكومة الجديدة لن تحظى بثقة أو تفاؤل كبير؛ لأن المعايير لم يطرأ عليها أي تغيير، وكأن مصر تدور في حلقة مفرغة لم يتغير فيها شيء منذ مبارك".
وأكد نافعة أن ارتباك المشهد قائم بالفعل قبل تغيير الحكومة لأسباب كثيرة ومختلفة، وأن المؤشرات تقول إن هذا التغيير لن يؤدي إلى تصحيح الخلل الذي كان موجودا.
وتوقع نائب المنسق العام لحركة "غربة" محمد إسماعيل، أن "تُشعل هذه القرارات غضب بعض المصريين ضد سلطة الانقلاب، وتزيد من حدّة الاحتقان المجتمعي والسياسي"، مشيرا إلى أن "رئيس الحكومة الجديد تلاحقه اتهامات بالفساد، وليس له أية نجاحات تذكر، وبالتالي فإن نتائج هذا التغيير ستكون حتما للأسوأ".
جرعة تخديرية
بينما وصف المحلل السياسي أحمد غانم إقالة حكومة "محلب" بأنها حركة سياسية ذكية لامتصاص الغضب الشعبي على التردي في الاقتصاد والخدمات.
وأضاف لـ"
عربي21" أن "الإقالة تعطي الغاضبين جرعة مخدرة؛ بأن ينتظروا ويروا ما الذي ستقدمه الحكومة الجديدة"، مؤكدا أنها "قد تصبح مناورة سياسية ناجحة من قبل نظام السيسي، وهو ما فشل فيه نظام الرئيس مرسي" على حد قوله.
وقال الكاتب الصحفي مصطفى بركات، إن هذه التغييرات في نظام السيسي "لن يكون لها أي قيمة أو تأثير".
وأضاف لـ"
عربي21": "حكومة محلب، أو أي حكومة أخرى في ظل سلطة الانقلاب؛ هي مجرد مُنفذ، وتابع وخاضع لكل تعليمات العسكر، وبالتالي فلن يحدث أي تغيير إلا بإرادة العسكر فقط".
وكلّف السيسي، أمس السبت، وزير البترول في الحكومة المستقيلة، شريف إسماعيل، بتشكيل حكومة جديدة، بعدما قبل في وقت سابق
استقالة حكومة "محلب" التي تشكلت في حزيران/ يونيو 2014، واستمرت نحو 15 شهرا.