أعلنت
فرنسا الأسبوع الماضي الاتفاق مع مصر على شراء حاملتي مروحيات من طراز "ميسترال"، بعد إلغاء صفقة كانت مزمعة لبيعهما لروسيا، دون الإعلان عن مزيد من التفاصيل.
وتعد هذه الصفقة آخر حلقة في سلسلة الصفقات الضخمة التي عقدتها مصر في العامين الأخيرين لشراء السلاح من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، في ظل الأزمات الطاحنة التي يعاني منها الاقتصاد المصري، وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات.
وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية أن تسليم السفينتين إلى مصر سيتم في شهر مارس من العام المقبل، بعد أن ينتهي تدريب الطواقم المصرية عليهما.
السلاح مقابل الدعم
ويقول مراقبون إن الصفقات المتتابعة التي أبرمها قائد
الإنقلاب عبد الفتاح
السيسي منذ توليه رئاسة مصر في يونيو 2014، تأتي في إطار سعي قائد الإنقلاب لتدعيم أركان نظامه وضمان دفاع الدول الغربية عنه حماية لمصالحها الاقتصادية.
وشهدت الفترة الأخيرة العديد من الزيارات المتبادلة بين الرئيس الفرنسي "فرنسوا أولاند" وقائد الإنقلاب في مصر، كان آخرها مشاركة "أولاند" في حفل افتتاح توسيع قناة السويس في أغسطس الماضي.
كما تشهد العلاقات المصرية الروسية تناغما واضحا، حيث التقى السيسي والرئيس الروسي فلادمير بوتين ست مرات منذ بداية العام الماضي.
ومنحت الحكومة الروسية مصر، في شهر أغسطس الماضي، أحد لنشات الصواريخ الهجومية من طراز "مولينيا"، وقالت إنه يأتي استمرارا لدعم مصر خلال الفترة الماضية، كما تعهدت فرنسا في ضمان قدرة مصر على حماية نفسها".
وبسبب افتقار مصر للموارد المالية الكافية، واعتمادها بشكل كبير على المساعدات الاقتصادية الخارجية، لجأ السيسي إلى تأمين الحصول على تلك الصفقات بتمويل خليجي خاصة من الإمارات والسعودية، بحسب تقارير صحفية غربية، بسبب رغبة الرياض في تكوين قوة عربية مشتركة تكون مصر شريك أساسي فيها، تخدم المصالح السعودية في المنطقة والتصدي للنفوذ الإيراني.
صفقات ضخمة
وفيما رفض وزير الدفاع الفرنسي "جان إيف لودران"، الإدلاء بأي تصريحات بشأن قيمة الصفقة، نقلت صحيفة "إيكو" الفرنسية عن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "ستيفان لو فول" قوله إنها لن تقل عن قيمة العقد الأصلي الذي وقعته فرنسا سابقاً مع
روسيا والبالغ 1.3 مليار يورو.
وقالت مجلة "فايس" الكندية، إن مصر أصبحت واحدة من أهم مشتري السلاح الفرنسي بعد شرائها طائرات حربية من طراز "رافال" وسفينتي "ميسترال".
وكانت مصر قد اشترت من فرنسا في العام الماضي فرقاطة "فريم" بقيمة 900 مليون يورو و24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" بقيمة 5.2 مليار يورو تقريبا إضافة إلى معدات عسكرية أخرى بقيمة 1.1 مليار يورو، كما تتفاوض على شراء طرادين من طراز "جويند".
ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" عن مصادر عسكرية روسية قولها إن مصر طلبت من موسكو شراء 50 مروحية هجومية من طراز "كا -52 تمساح"، وضعها على حاملتي المروحيات ميسترال" حيث تتميز "النسخة البحرية منها بالقدرة على الإقلاع والهبوط على سطح السفن.
رضى روسي وارتياح فرنسي
وساعدت هذه الصفقة فرنسا على تجاوز فشل بيع السفينتين لروسيا، في وقت سابق من هذا العام، بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو عقابا لها على موقفها من الأزمة الأوكرانية.
وكانت روسيا قد طلبت من فرنسا في عام 2011 تصنيع السفينتين مقابل 1.3 مليار دولار، لكن باريس ألغت الصفقة، استجابة لضغوط أمريكية وأوربية، وقامت فرنسا بسداد المبلغ المستحق لروسيا، بعد ثمانية أشهر من المفاوضات، كما التزمت بعدم بيع السفينتين لأي دولة معادية لروسيا.
من جانبه، قال "دميتري بيسكوف"، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، الأربعاء الماضي، إن حصول مصر على سفينتي "ميسترال" يتوافق مع المصالح الروسية.
ويمكن للسفينة "ميسترال" حمل 16 طائرة مروحية و13 دبابة، ومن المتوقع تعمل إحداهما في البحر الأحمر والثانية في المتوسط.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء عن "بيسكوف" "فرنسا التزمت بتعهداتها بعدم بيع السفينتين لدولة ثالثة معادية لموسكو مثل بولندا أو دول البلطيق"، مضيفة أن الرضا الروسي عن بيع السفينتين لمصر قد يدفع موسكو إلى عدم تفكيك تجهيزات عسكرية وضعتها مسبقا على السفينتين.