ساوى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام
الإيراني، هاشمي
رفسنجاني، بين الحملة العسكرية الأمريكية والحملة العسكرية الروسية على سوريا، مشيرا إلى أنه من المستبعد أن "يتم استئصال جذور الإرهاب قريبا إلا إذا تم تشكيل تحالف دولي يتمتع بحسن النوايا والدوافع الإنسانية، بعيدا عن السياسات الانتقائية والمصالح الضيقة"، بحسب قوله.
وأضاف رفسنجاني، بحسب وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، أثناء استقباله رئيس البرلمان الكرواتي الاثنين، أن "المواجهة بين القوى العظمى في سوريا مؤشر على عدم امتلاكهم برنامجا للتصدي للإرهابيين".
وساوى رفسنجاني بين
روسيا وأمريكا بالقول إنه "على سبيل المثال، فإن التحالف الغربي يقول إن طائراته نفذت ستة آلاف طلعة جوية لمكافحة تنظيم الدولة، كما تقول روسيا إن قواتها الجوية قامت بـ100 طلعة جوية لمكافحة الجماعات الإرهابية، دون أن يقول أي منهم ما هي النتائج التي تحصلت من كل هذه الإجراءات العسكرية، ولماذا لا يتنبهون إلى أن التفاوض السياسي أفضل من قصف المناطق المختلفة؛ حيث يصاب الأناس الفقراء والعزل أكثر من الجميع في هذه الحرائق"، بحسب قوله.
وحول الدور الإيراني، نقلت "فارس" عن رفسنجاني تأكيده على "الخبرات الجيدة جدا لإيران في مكافحة الإرهابيين"، معتبرا أن المزاعم بدعم إيران للإرهابيين مؤشر على العجز السياسي للمحللين الغربيين؛ لأنهم يتهمون دولة بدعم الإرهاب، في حين تعدّ نفسها من أكبر ضحايا الإرهاب في التاريخ المعاصر، بحسب قوله.
ودعا رفسنجاني "لمد يد العون للاجئين المشردين، لا سيما النساء والأطفال الأبرياء في هذه الظروف الصعبة"، في وقت كان معظم هؤلاء اللاجئين من السوريين الذين خرجوا نتيجة ممارسات النظام السوري الذي تدعمه حكومة رفسنجاني بالرجال والأموال، فيما اعتبره مراقبون "تناقضا" في السياسات الإيرانية.
وردا على سؤال لرئيس البرلمان الكرواتي حول آفاق الوضع الأمني للمنطقة والعالم، نظرا إلى انتشار "الإرهاب"، قال رفسنجاني إنه "ينبغي أن نتعاطى بعمق مع أسباب ظهور الإرهاب أثناء البحث عن الحلول، حتى نتجنب الوقوع في أخطاء الماضي"، مشيرا إلى ظلم عدد من الدول ذات الأطماع التوسعية بحق شعوب الدول المتخلفة.
ودعا رفسنجاني الغرب، بحسب "فارس"، إذا كان قلقا من انتشار الإرهاب لـ"تعويض ظلمه التاريخي، وأن يعمل على إعمار تلك الدول وتوفير فرص للعمل لأبنائها؛ للحؤول دون وقوعهم في فخ الجماعات الإرهابية"، مؤكدا ضرورة اتخاذ إجراء عاجل وشامل لاحتواء الإرهاب، وأن يعمل عقلاء العالم على الحد من انتشار فيروس أعداد الإرهابيين، على حد قوله.
وهاجم رفسنجاني الممارسات التي ارتكبتها "بعض القوى" بذريعة مكافحة الإرهابيين في أفغانستان واليمن، في إشارة إلى الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده السعودية، قائلا "إنهم دمروا المستشفى الذي بنته "أطباء بلا حدود" للأهالي الفقراء في مدينة قندوز الأفغانية، كما ارتكبوا مجزرة في حفلة عرس في إحدى القرى في اليمن، وهم يزعمون بأن برنامجهم لمكافحة الإرهاب يتسم بالدقة"، بحسب قوله.
وتجاهل رفسنجاني دعم إيران للنظام السوري ومليشيات الحشد الشعبي في العراق، عن طريق قوات الحرس الثوري الإيراني، بالجنود والأموال والاستشاريين والسياسات الطائفية، التي وصلت إلى ما وصفه ناشطون في سوريا والعراق بـ"المجازر".