كشف زعيم شيعي كردي عن عمليات تشيع لمواطنين أكراد في شمال
العراق، بشكل يومي، في حين اتهم "الوهابيين والسلفيين" بمنع بناء
حسينية في إقليم كردستان، من خلال الضغوط التي يمارسونها على الحكومة.
وقال الشيخ الشيعي بشير عادل كولي إنه "كان من المفترض أن يتم السماح لنا ببناء حسينية في إقليم كردستان، ولكن هناك بعض العلماء من ذوي الأفكار الوهابية والسلفية مارسوا ضغوطهم على حكومة الإقليم حتى لا نحصل على مكان خاص بنا للممارسة شعائرنا وطقوسنا الدينية"، بحسب تعبيره.
وأضاف كولي، في تصريحات لقناة كردية تابعتها "
عربي21"، أن هناك أكرادا ينتقلون إلى المذهب الشيعي وبشكل يومي، حتى وصل عدد أتباع "مذهب أهل البيت" إلى أكثر من 30 ألف مواطن كردي، وأن من بينهم أشخاص من غير المذهب السني، ومنهم من لم يكن يعتنق الدين الإسلامي، وفق قوله.
من جهته، ذكر الشيخ ظاهر طاهر، وهو إمام مسجد في أربيل، أن الاعتراض على بناء حسينية في إقليم كردستان، وعاصمته أربيل بالتحديد، لا يعود إلى الحكومة أو وزارة الأوقاف، مبينا أن هناك إجماعا شعبيا بعدم السماح ببناء حسينية شيعية؛ لأن جميع المناطق الكردية هي ذات غالبية سنية مطلقة وليس هناك حاجة لمثل هذه الحسينيات، على حد قوله.
واستغرب طاهر في تصريح خاص بـ"
عربي21"؛ من إصرار الأطراف الشيعية على بناء الحسينيات في إقليم كردستان وفي مناطق لا يوجد فيها شيعي واحد، لافتا إلى أن ثريا شيعيا تقدم عام 2011 بطلب لبناء حسينية في منطقة على أطراف مدينة أربيل، ولكن اعتراض الأهالي واحتجاجاتهم الموسعة حالت دون المضي في هذا الأمر.
وأشار طاهر إلى أن هناك أرضا مخصصة بشكل رسمي لبناء حسينية داخل مدينة أربيل في منطقة تسمى "الحي العسكري"، وكان من المفترض أن تتم المباشرة بعملية البناء قبل أربع سنوات، ولكن حركة الاحتجاج التي قام بها الأهالي وعلماء الدين أوقفت المشروع.
وتحدث طاهر عن وجود لجنة من مشايخ وعلماء إقليم كردستان تطلق على نفسها اسم "لجنة مناهضة بناء الحسينيات في كردستان"، وهي تحظى بشعبية كبيرة لدى سكان الإقليم.
وفي ردود الأفعال على تصريحات الشيخ الشيعي الكردي عادل كولي، شنت مجموعة صفحات كردية هجوما واسعا عليه، مطالبة إياه بتقديم الأدلة على وجود عمليات انتقال إلى المذهب الشيعي في إقليم كردستان.
وقال الشيخ "ماموستا عبد الغفار" في صفحة "ماپي گاي" (أي السلف الصالح) على موقع "فيسبوك"؛ إن "تاريخ
الأكراد لم يشهد أي عمليات تحول لهم إلى المذهب الشيعي أو الأديان الأخرى، بالرغم من محاولات مستمرة بذلت للاستفادة من حالة الفقر التي تعيشها بعض القرى البعيدة والمناطق النائية".
ورأى عبد الغفار أن هذه تصريحات كولي "لا تعدو كونها استغلالا سيئا لحالة الحرية الممنوحة لهذا الشيخ وغيره، حتى وصل الأمر إلى التمادي بحق الأغلبية السنية في إقليم كردستان، وهي النقطة التي يجب أن يتأدب ويعرف حدوده عندها"، بحسب تعبيره.
وعلى موقع "تويتر" نشر حساب "ئيسلامي" مجموعة تغريدات بخصوص تصريحات المعمم الشيعي الكردي؛ واتهم الحساب كولي بأنه حامل لرسالة الجهة التي يمثلها، وهي حزب المجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم، المدعوم إيرانيا، منذرا من سيناريو مشابه لما حصل في المناطق السنية في حالة السماح ببناء الحسينيات والتمدد الشيعي داخل الإقليم.
وتابع "ئيسلامي": "حرية العبادة التي يطالب بها كولي في مناطق الأكراد موجودة فعلا، ولكننا نطالب بجزء بسيط منها في المناطق الشيعية جنوب العراق، حيث يعلم الجميع بحجم الانتهاكات التي تعرضت لها المساجد هناك، حتى وصلت إلى حد قتل المصلين داخلها".