نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا حول تراجع بنيامين
نتنياهو، عن تصريحاته التي اتهم فيها الحاج
أمين الحسيني بالإيعاز لهتلر بالقضاء على اليهود، بعد أن تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لوابل من الانتقادات والتكذيب خلال الفترة الماضية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه بعد أكثر من أسبوع من التنديدات الصادرة من القريب والبعيد، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريحا جديدا يوم الجمعة الماضي، تراجع فيه عن الاتهامات التي وجهها لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني، بتشجيع
هتلر على القضاء على يهود أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو، الذي تعرض لانتقادات لاذعة من المؤرخين الإسرائيليين الذين اتهموه بتزييف التاريخ، كان قد أكد أنه لم يقصد أبدا تبرئة هتلر من مسؤوليته في
المحرقة اليهودية، عندما وجه أصابع الاتهام إلى مفتي القدس.
ونقلت الصحيفة تصريحه الجديد الذي قال فيه: "إن قرار الانتقال من سياسة ترحيل اليهود إلى فكرة "الحل النهائي"؛ نفذها النازيون ويتحملون هم مسؤوليتها ولا علاقة للأمر بأي مؤثرات أخرى".
وقد كتب نتنياهو منشورا على فيسبوك باللغتين العبرية والانجليزية، قال فيه: "لقد رأى النازيون في المفتي شخصا متعاونا معهم، ولكنهم لم يكونوا بحاجة إليه لاتخاذ القرار بالشروع في عمليات التصفية الممنهجة ليهود أوروبا، التي انطلقت في يونيو/ حزيران 1941".
وأضاف نتنياهو: "بعكس الانطباع الذي حصل في المرة الماضية، لم أقصد الادعاء بأن مفتي القدس أقنع هتلر، خلال المحادثة التي جمعتهما في تشرين الثاني/نوفمبر 1941، لتنفيذ فكرة "الحل النهائي"، إذ إن النازيين هم من اتخذ هذا القرار بأنفسهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات الجديدة تتطابق مع الرأي السائد لدى المؤرخين المدافعين عن رواية الهولوكوست، التي كانت متناقضة تماما مع ما قاله نتنياهو في خطاب له في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أثناء اجتماع المجلس العالمي للصهيونية في القدس المحتلة، والذي قال فيه إن "هتلر لم يكن يريد القضاء على اليهود في ذلك الوقت، بل إنه كان فقط ينوي ترحيلهم، ولكن مفتي القدس قال له إنه إذا طردهم من أوروبا فسيأتون إلى فلسطين، وعندما سأله هتلر: ما العمل إذن؟ أجاب حاج أمين بالقول: أحرقهم"، بحسب زعم نتنياهو.
وأضافت أن المؤرخين أعلنوا عن عدم صحة رواية رئيس الوزراء الإسرائيلي، وعلق المحللون السياسيون بأن هذه التصريحات تضعف مصداقية نتنياهو الذي كان يتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بنشر الأكاذيب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية قوله إن "هذا التصريح الذي أدلى به نتنياهو يوم الجمعة يهدف إلى تصحيح الأمور، وإنهاء الجدل الذي تبع تصريحاته الماضية".
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو كتب أيضا على حسابه على الفيسبوك، إلى أن "تصريحاته كانت تهدف لإثبات مسؤولية الحاج أمين الحسيني ومشاركته في الجريمة من خلال إثبات تورطه مع النازيين".