نشرت الصحف التركية، الإثنين، مقالات وتحليلات حول
الانتخابات البرلمانية التركية التي جرت الأحد، حيث أسفرت هذه الانتخابات عن فوز حزب
العدالة والتنمية بأغلبية الأصوات الكافية لتشكيل الحكومة بمفرده.
وفي هذه المقالات، التي اطلعت عليها "
عربي21"، تحدث الكاتب أحمد هاكان، المعروف عادة بمعارضته لحزب العدالة والتنمية، عن أسباب فوز الحزب في الانتخابات، مشددا على أن فشل الأحزاب التي تم انتخابها سابقا مثل، حزب الحركة القومية الذي لم تكن له خطة سياسية واضحة، وحزب الشعوب الديمقراطية الذي تواطأ مع حزب العمال الكردستاني، هو الذي ساهم في فوز حزب العدالة والتنمية.
وأضاف هاكان أن الدعاية الإعلامية التي قام بها حزب العدالة ساهمت بشكل كبير في فوزه، ورأى أن أبرز الفائزين في هذه الانتخابات هم الرئيس رجب طيب
أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، و"الحاجة للاستقرار"، والدولة، في حين أن أهم الخاسرين هم رؤساء الأحزاب الثلاثة المعارضة، إلى جانب رؤساء شركات استطلاعات الرأي التي فشلت في استطلاع رأي الشعب التركي، بحسب قوله.
أما الكاتب صالح تونا، ومواقفه عادة قريبة نسبيا من حزب العدالة والتنمية، فقد رأى أن السر خلف فوز حزب العدالة والتنمية هو النقد اللاذع الذي تعرض له في الفترة السابقة، والذي حرمه من الفوز في الانتخابات الماضية.
فقد اتفق كثيرون على أن هذا الحزب سيشكل خطرا على
تركيا، وعلى أنه سيساهم في إشعال فتيل الفتنة الداخلية بين أبناء الشعب الواحد، لكن سرعان ما أتى الرد عن طريق صناديق الاقتراع، كما يقول صالح تونا، حيث سيشكل حزب العدالة والتنمية في الأيام القادمة الحكومة بمفرده، وهو ما يعني أن الشعب التركي قد فقد ثقته في الأحزاب المعارضة، خاصة بعد عجزها عن تشكيل الحكومة في وقت سابق، وهذا ما دفع الناس إلى إعادة حزب التنمية والعدالة إلى الحكم من جديد.
بدوره، وصف الكاتب إيثان محجوبيان؛ فوز العدالة والتنمية بـ"الصفعة العثمانية"، واعتبر أن لهذا الحزب أسلوبا خاصا استطاع من خلاله التأثير على الناخبين وكسب ثقتهم من جديد.
وأضاف الكاتب في مقال بعنوان: "الانتخابات التركية والصفعة العثمانية"، أن هم أحزاب المعارضة الوحيد كان الإطاحة بأردوغان، ومنع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، متناسين بذلك مهمة المحافظة على نسبة الأصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات السابقة.
واعتبر محجوبيان أن هذا الفوز هو نتيجة لوعي الشعب التركي؛ الذي اختار بعقلانية من الذي سيحكم البلاد في الفترة القادمة، وفق قوله.
أما الكاتب والمحلل، كورتولوش تاييز، فقد عبر في مقاله الذي يحمل عنوان: "انتهت فترة فراغ الحكم"، أن الناخب التركي وضع حدا لسنتين من فراغ الحكم عاشتها تركيا، وأن فوز حزب العدالة والتنمية هو فوز تاريخي يبشر بـ"تركيا جديدة" سيديرها بمفرده.
وأضاف الكاتب أن الشعب التركي بقي صامدا و موحدا ولم ينجر نحو الفتنة؛ التي حاول كل من تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني وجبهة حزب التحرر الشعبي نشرها، بحسب قوله.
وقال الكاتب أيضا إن أردوغان، وداود أوغلو، "بحكمتهما المعهودة وبهدوئهما"، ساهما في تجنيب البلاد سيناريو الفتنة المحتملة، متحدثا عن "فشل ذريع" لأحزاب المعارضة.