تمور أشجار النخيل في أريحا في
الضفة الغربية تُستخدم الآن في شيء آخر بالإضافة إلى أكلها، فنواتها تستخدم في صناعة مشروب غامق اللون يُشبه
القهوة، وأصبح مشروعا تجاريا لتشغيل النساء ودعم الاقتصاد المحلي.
ومن المعتاد حاليا أن ترى عبوات القهوة العربية التقليدية معبأة بذلك المشروب، ومكتوب على العبوة "قهوة عربية.. قهوة نواة
التمور الفلسطيني.. الجمعية التعاونية لمزارعي النباتات الطبية والمنتوجات العضوية.. بالتعاون مع مديرية زراعة أريحا والأغوار".
تقول مديرة مشروع إنتاج القهوة من نواة التمور، أميرة أبو شوشة، إن لهذا النوع من القهوة فوائد صحية جمة.
وأضافت قائلة: "بعد دراسات عديدة، تأكدوا أن هذه النواة تحتوي على مواد غذائية مفيدة جدا للإنسان، خاصة المرأة. لذلك توجهنا لاستغلالها بطرق سليمة، ونستطيع أن نصنع منها مادة تستخدم مشروبا أو ما يسمى بالقهوة المنتجة من نواة التمر".
ويُغسل نوى التمور جيدا قبل تحميصه وطحنه، تمهيدا لتعبئته وطرحه للبيع.
ويؤكد مدير التسويق للمشروب، موفق هاشم، أن أريحا يمكن أن تنتج كميات كبيرة من المشروب، معربا عن أمله في أن توفر هذه المبادرة المزيد من فرص العمل للنساء.
وأضاف هاشم قائلا: "هناك قابلية موجودة في فلسطين بأن يكون منتجا بكميات هائلة وبجودة عالية. وبالتالي يتيح ذلك الفرصة لتحسين الوضع الاقتصادي، وزيادة نسبة التشغيل، تحديدا للنساء".
ويوضح مهندس زراعي له علاقة بالمشروع، يدعى عمر بشارات، أن المشروع جذاب، نظرا لانخفاض تكلفة المادة الخام.
وقال بشارات: "عند التفكير جيدا، والاطلاع على تجارب الآخرين، والتجارب البسيطة في بعض دول المغرب العربي، وجدنا أنه بإمكاننا الاستفادة من هذه الكميات. فهناك 25 ألف كيلوغرام هي فعليا قيمتها مدخلة للإنتاج صفر دولار. لكن عند إعادة تدويرها والعمل على إنتاج قهوة التمور التي تتمتع بسمعة طيبة ومذاق جيد، سننتج ما يقارب 300 ألف دولار، قد تكون عائدا على أي جمعية نسوية بسيطة".
وأقام المشروع الجمعية التعاونية لمزارعي النباتات الطبية والمنتوجات العضوية، بالتعاون مع مديرية زراعة أريحا والأغوار.
ويعمل في المشروع حاليا خمس نساء، وخمسة رجال، لكن من المتوقع أن يزيد العدد مع زيادة الطلب على المشروب.
ويوضح المتحمسون لمشروب قهوة نواة التمور، أنها ليست مثل القهوة العادية، لأنها خالية من الكافيين، ولا تسبب حموضة في المعدة، ولا تُحدث أي اضطرابات في النوم.