نشرت صحيفة "نوفال أبسرفتور" الفرنسية تقريرا حول تتالي الهجمات منذ سنوات على
فرنسا، وآخرها تفجيرات باريس مساء الجمعة التي خلفت المئات من القتلى والجرحى.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هوية فرنسا هي التي جعلت منها هدفا تسعى خلفه التنظيمات
الإرهابية في العالم. ففي سنة 2009 أعلن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أن فرنسا هي العدو رقم واحد، ونقلت عن مستشار وزاري قوله إنه" تمت مهاجمة فرنسا على خلفية هويتها".
وأضافت أنه بالنسبة للمجموعات المتشددة، تجسد هذه الجمهورية العلمانية التي تعتبر مهدا لحرية التعبير، أكثر من أي وقت مضى، صورة الشيطان. ونقلت عن المستشار أن "تنامي شعور الكراهية سببه القرارات التي اتخذتها فرنسا خلال العشر سنوات الماضية، مثل حظر الحجاب في المدارس في سنة 2004، وحظر النقاب سنة 2010، بالإضافة إلى السماح للمثليين بالزواج سنة 2013، وهذا ما أدى إلى تفاقم التوتر بين كل من فرنسا والجالية المسلمة داخلها.
وحذرت الصحيفة من أن هذه المنظمات المسلحة تسعى إلى تحويل فرنسا، التي تأوي أكبر الجاليات المسلمة واليهودية في أوروبا، إلى ساحة حرب. كما أنها تسعى من خلال التفجيرات، إلى التحريض على مزيد من العنصرية والتعصب، وذلك لزعزعة استقرار ما يعتبرونه الدولة العدو.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكبر عدد من المقاتلين الأوروبيين الموجودين في
سوريا هم أصحاب الجنسية الفرنسية. ووفقا لمسؤول في وزارة الدفاع، فإن حوالي 1700 فرنسي كانوا قد انضموا إلى صفوف
تنظيم الدولة، وهي نسبة تمثل ضعف أعداد المقاتلين البريطانيين والألمان والبلجيكيين، الذين يحاربون إلى جانب هذا التنظيم. والخطر الأكبر يتمثل في أنه بعد التدريب يتم إرسال المتطوعين الأجانب إلى بلدهم الأصلي حتى يقوموا بتنفيذ الهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين دائما كانوا يكتشفون وجود صلة بين تنظيم الدولة في سوريا وبين العمليات الإرهابية التي حدثت في السابق. فالشخص الذي نفذ الهجمة على المتحف اليهودي في بروكسل الذي يدعى مهدي نموش (29 عاما)، كان أحد حراس الرهائن الفرنسيين الأربع، الذين تم احتجازهم من تنظيم الدولة. كما أن أيوب الخزاني، الذي قام بتنفيذ الاعتداء في مدينة تاليس، في 21 أغسطس/ آب الماضي، كان قد أقام في سوريا قبل فترة.
ولفتت الصحيفة إلى أن فرنسا أعلنت رسميا انضمامها إلى الجهود الدولية لـ"الحرب على الإرهاب"، وذلك منذ بداية عمليات أشابيل في مالي في كانون الثاني/ يناير 2013. وبعد عمليات الساحل الإفريقي، قام الجيش الفرنسي بالانضمام إلى التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم الدولة في صيف 2014 في العراق. أما في منطقة الشرق الأوسط، فقد أصبح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أحد قادة الحرب في المنطقة، خاصة بعد التدخل المحدود للولايات المتحدة الأمريكية، وبعد امتناع العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، مثل إسبانيا، والمملكة المتحدة اللتين استجابتا لمطالب الرأي العام الرافضة لأي شكل من أشكال التدخل العسكري في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن تنظيم الدولة أراد من خلال المجازر التي قام بها يوم الجمعة الماضي، الرد على قرار فرنسوا هولاند القاضي بتوسيع الضربات على مواقع التنظيم في سوريا، وهذا هو السبب الرئيسي وراء الهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية، ولاحظت أنه من المفارقات المثيرة للقلق، أنه في صباح اليوم الذي وقعت فيه الهجمات، قرر مجلس الوزراء أن يطلب من البرلمان تمديد فترة العمليات الحالية في سوريا.