وجه رئيس تحرير صحيقة "الوفد"
المصرية، مجدي سرحان، رسالة شديدة اللهجة، إلى الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، دعا فيها إلى مواجهة "تهديداته بالعثور علي الإرهابيين الذين فجروا
الطائرة الروسية في أي مكان بالعالم، ومعاقبتهم"، بالتحرك لدى مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، لكبح جماح أي تدخل عسكري روسي في سيناء، وانتهاك السيادة المصرية.
جاء ذلك في مقال افتتاحي كتبه سرحان، بالجريدة التي تصدر عن حزب "الوفد"، المحسوب على التوجه "الليبرالي، الخميس، تحت عنوان "مصر ليست ليبيا أو العراق.. رسالة إلي العالم و"الدب الصديق".
واستهل سرحان مقاله قائلا: "بلا خوف، أو ارتعاش، أو حرص علي علاقاتنا المتميزة مع صديقنا الدب، الذي باع لنا - بفلوسنا - صواريخ الـ"إس 300"، وطائرات "السوخوي" و"الميغ" ومعدات ومروحيات الحاملتين "الميسترال".. آن لنا أن نقف وقفة رجال، ونقول للرئيس الروسي بوتين: لا.. إلزموا حدودكم".
وأضاف سرحان: "كلمة يجب أن نقولها فورا، ورسميا في خطاب إعلامي صريح، ورسالة رسمية موجهة إلي مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، قبل أن تفاجئنا الطائرات الروسية بغارات علي أراضي سيناء، تنفيذا لتهديدات الصديق بوتين "بالعثور علي الإرهابيين الذين فجروا الطائرة الروسية في أي مكان بالعالم، ومعاقبتهم"، وقبل أن تنفذ موسكو ما أعلنته وزارة خارجيتها، بأن تحركاتها ضد الإرهاب ستكون وفقا لحق الدول في الدفاع عن نفسها الموثق في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
وأشار رئيس تحرير "الوفد" إلى أن "المادة 51 من الميثاق الأممي تنص علي أنه "ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول.. فرادى أو جماعات.. في الدفاع عن أنفسهم، إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة.. وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي".
وحذر سرحان من أن هذا "يعني أن تقوم
روسيا منفردة، أو بالاشتراك مع دول أخري، بتوجيه عمل عسكري للمعتدين عليهم في حادث تفجير الطائرة، علي أرض سوريا، أو سيناء، أو أي مكان في العالم، وفقا لعبارة بوتين"، على حد قوله.
وأردف: "لا نقول، ولا ندعو - بالطبع- إلي حرب ضد روسيا، أو عداوة معها، لكن نريد فقط أن ينتبه الدب الصديق إلى أننا دولة ذات سيادة، ودولة ليست صغيرة أو ضعيفة".
وتابع: "نريده – هو، والعالم كله - أن يفهم أن مصر دولة مُعتدى عليها في حادث الطائرة الروسية إذا ثبت فعلا إسقاطها بعمل إرهابي.. دولة مُعتدي عليها مثل روسيا نفسها.. ومثل فرنسا التي لم يتحدث أحد حتى الآن عن تقصير أجهزة أمنها في منع التفجيرات الدموية التي أودت بحياة عشرات الأبرياء في باريس مؤخرا"، بحسب رأيه.
وشدد مجدي سرحان على أن: "مصر دولة تتعرض لحرب شاملة علي كل الجبهات.. دولة تحارب مجموعات إرهاب منظم في الداخل يستهدف ليس فقط إسقاط نظامها، بل إسقاط الدولة نفسها.. كما تواجه معاول هدم معنوي في الداخل من جانب مغرضين وظلاميين وتجار دين وشباب مغيبين"، على حد قوله.
وأردف: "دولة تحاصرها حدود مشتعلة من كل اتجاه، ومع ذلك تواصل البناء والتنمية، ويبذل أبناؤها الدماء والأرواح والأنفس والأموال من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها، وسط موجات عاتية من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستويين الداخلي والإقليمي".
واختتم مقاله قائلا: "نقولها للعالم كله، ولمجلس الأمن، وللأمم المتحدة: مصر ليست سوريا أو ليبيا أو العراق، وليست دولة مارقة، أو متهمة، ولا "قوة مسلحة معتدية"، تنطبق عليها حالة المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وعليكم جميعا أن تتحملوا مسؤوليتكم جميعا في مواجهة الإرهاب، وحماية الشعوب من خطره الداهم الذي بات يتهدد العالم كله"، وفق قوله.
ويُذكر أن ردود أفعال الصحفيين والإعلاميين المصريين قد تباينت إزاء الإجراءات والتصريحات الروسية الأخيرة بين مدافع عنها باعتبارها حقا طبيعيا لها، وقائل إن الخطأ هو خطأ الحكومة المصرية، التي اتبعت سياسة "الإنكار" بشكل متواصل ومنهجي منذ بداية الأزمة.. أو متجاهل - عن عمد - للقضية برمتها، أو مهاجم للموقف الروسي، كمجدي سرحان، أو مروج لنظرية "المؤامرة" على مصر والسيسي، أو داع لوضع خطة عاجلة لمواجهة الموقف باحتمالاته وسيناريوهاته المختلفة.. لكن أحدا منهم لم يطالب رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بالتوجه بالشكوى من الموقف الروسي، إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، كما فعل "مجدي سرحان".