أكد موقع إخباري شيعي أن حالة الانسجام التي بدأت تظهر بين
الحشد الشعبي وحزب
العمال الكردستاني؛ سيكون من شأنها أن تثير القلق لدى أنقرة، وتدخل الرعب في قلب رئيس إقليم كردستان مسعود
بارزاني الذي وصفه الموقع بـ"الشوفيني الساعي لولاية جديدة في الحكم".
ورأى موقع البشائر، الممول من رئيس الوزراء
العراقي السابق نوري المالكي، أن الوئام المتصاعد بين الحشد الشعبي "المقدس" وحزب العمال الكردستاني؛ لم يكن في حسابات أنقرة وبارزاني، وأنه سيرسم ملامح واضحة للمرحلة المقبلة. وخاطب البارزاني بالقول: "إن أمثالك من الخونة لن يكون لهم مكان فيها".
وأوضح كاتب التحليل أن التنسيق بين الحشد وحزب العمال جاء بعد التصريحات "العنجهية لبارزاني عن عدم وجود مكان لمليشيا الحشد في كردستان، وتصريحاته بأن قضاء طوزخرماتو في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، أصبح منطقة كردية"، مضيفا أن البارزاني عرج على منطقة سنجار في طريقة للهروب إلى الأمام.
وتحدث الموقع عن أن مواقف وتصريحات زعماء في حزب العمال الكردستاني عن احتفاظهم بعلاقة جيدة وتعاون مع الحشد الشعبي؛ مثلت مفاجأة كبيرة، وأن تطابق الرؤى بين الطرفين كان له أثر صاعق على البارزاني وأمثاله، مشيرا إلى أن هذا التقارب سيترك أثرا بالغا وهاما في الميدان.
وشدد الموقع الشيعي على أن الحشد الشعبي لم يعد ذو وجود هامشي، بل أصبح يمثل قوة إقليمية مضافة إلى ثقله الداخلي، وأنه سيرسم ملامح المرحلة المقبلة التي قال إن من أسماهم "الخونة من أمثال البارزاني لن يكون لهم مكانا فيها".
وفي السياق ذاته، لفت الكاتب والمحلل عدنان الحاج إلى وجود مؤشرات عديدة تظهر سعي مليشيا الحشد الشعبي للتقارب مع حزب العمال الكردستاني، وكان آخر هذه الجهود هي دعوة ممثل حزب العمال إلى بغداد من قبل زعامات المليشيا الشيعية للتباحث في تنسيق المواقف.
وأضاف الحاج في حديث لـ"
عربي21"؛ أن عمل حزب العمال وسعيهم إلى زعزعة الأوضاع في
تركيا الداخلية، والتأثير على رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، يشكلان هدفا مشتركا لمليشيا الحشد التي ستقدم كل الدعم المادي والمعنوي في سبيل تحقيق هذه الغاية.
ويذهب الحاج إلى أبعد من ذلك، حين يشير إلى وجود علامات متزايدة على تمويل من الأطراف الشيعية الحاكمة في العراق لحزب العمال الكردستاني من أجل مواصلة حربه ضد الدولة التركية والتاثير على مواقف البارزاني المتقاطعة مع مصالح الائتلاف الشيعي الحاكم في بغداد.
ويلفت الحاج إلى أن الحكومة العراقية في الوقت الذي توفر الملجأ لحزب العمال الكردستاني في الشمال، فإنها تسارع إلى الاحتجاج وشجب أي عمل تركي ضد عناصر هذا الحزب المصنف كمنظمة إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وكانت وسائل الإعلام العراقية التابعة للحكومة ومليشيا الحشد الشعبي قد أفردت مساحة واسعة من تغطيتها لمتابعة تصريحات القيادي في حزب العمال الكردستاني سرحد عفريني، الذي أكد وجود علاقات قوية تربطهم مع قوات الحشد الشعبي في العراق.