أثبتت التحريات التي أجراها الاتحاد الأوروبي، تورط
روسيا في تجارة
النفط بين تنظيم "
داعش" ونظام
الأسد، عكس الادعاءات الروسية التي أعقبت إسقاط مقاتلات تركية لطائرتها التي انتهكت المجال الجوي التركي.
ويظهر في التقرير الصادر عن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، في 6 آذار/ مارس الماضي، لعب رجل الأعمال السوري "جورج حسواني" صاحب شركة "هيسكو للهندسة والإنشاءات"، والذي تربطه علاقة وثيقة بالنظام السوري، دور الوسيط في تجارة النفط، بين النظام وتنظيم الدولة.
وأوضح التقرير، أنّ حسواني المدرج اسمه على لائحة العقوبات، حصل على ترخيص من شركة “Stroytransgaz” الروسية للطاقة، للاستفادة بشكل أكبر من النظام السوري.
وأفادت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي "نبيلة مصرالي"، خلال تصريحات، أن المجلس الأوروبي يتابع التطورات في سوريا عن كثب، وأنّ الاتحاد يملك أدلة دامغة تثبت قيام 13 شركة وشخص، بدعم النظام السوري.
وفي هذا السياق ذكر الباحث "ديفيد بوتير" العامل في مركز الأبحاث البريطاني "كاثام هاوس" (Chatham House)، في تقريره الذي حمل عنوان "الاقتصاد السوري"، أنّ شركة "هيسكو" كانت تعمل كشركة وسيطة لشركة "ستروي ترانس غاز" (Stroytransgaz) الروسية في المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة في سوريا.
وأوضح "بات سيكر" مسؤول "وحدة الاستخبارات الاقتصادية" (مقرها لندن، وتعمل ضمن مجموعة الإيكونوميست وتوفر خدمات التنبؤ والاستشارات من خلال البحث والتحليل)، أنّ نقاشات عميقة تدور منذ مدة حول وجود علاقة تجارية (بيع وشراء النفط) بين داعش والنظام السوري، وأنّ النظام يسدد رواتب الموظفين الموجودين في محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة التنظيم، إضافة إلى تقاسمهما الكهرباء المولَّد من المحطة نفسها.
وفي هذا الصّدد قال سيكر "إنني أعتقد أنّ مزاعم وجود علاقة تجارية بين النظام وداعش، صحيحة".
وعلى هامش مؤتمر قمة تغير المناخ التي جرت في العاصمة الفرنسية "باريس" قبل يومين، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، "إنّ أحد الأشخاص الذين يشترون النفط من داعش من أجل تأمين احتياجات النظام السوري من هذه المادة، هو جورج حسواني الذي يحمل الجنسيتين السورية والروسية، وهذا ما ذكرته وزارة الخزانة الأمريكية".
من جانبه أوضح وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند" خلال تصريحاته لصحيفة "فاينانشال تايمز" قبل ثمانية أشهر، أنّ حسواني يلعب دور الوسيط في تجارة النفط بين النظام و"داعش"، حيث شكك حينها بحقيقة الحرب الدائرة بين الطرفين.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أدرجت أسماء أربعة أشخاص (من بينهم مواطنون روس)، ضمن "القائمة السوداء" خلال الأسبوع الماضي، وذلك بداعي تقديمهم الدعم للنظام السوري وتوسّطتهم في عملية شراء النفط من داعش لصالح النظام.
وذكر البيان الصادر عن الوزارة الأمريكية، أنّ اسم جورج حسواني موجود ضمن القائمة السوداء.