نظم مدونون ونشطاء شيعة حملة موسعة للمطالبة بسحب إدارة موسم
الحج من المملكة العربية السعودية ومنحه للهيئات الشيعية؛ التي قالوا إنها نجحت بصورة باهرة في تنظيم زيارة "أربعينية الحسين" في
كربلاء في الأسبوع الماضي، في وقت اعتبر كاتب ومحلل أن جميع الأدلة العقلية والمنطقية تنفي الأرقام "الفلكية" التي أعلنت عنها وسائل الإعلام الشيعية بشأن عدد الزائرين.
وكتب هادي الموسوي، في صفحة البشائر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "نجاح
العراق في ضمان أمن ومتطلبات 27 مليون زائر، وفشل السعودية في مهمة تشتمل على 3 ملايين حاج، يجعل من المنطق والعقل سحب إدارة موسم الحج وتسليمه إلى السلطات العراقية ذات الخبرة والكفاءة"، بحسب تعبيره.
واعتبر المدون باقر الزيادي أنه في الوقت الذي يدفع الحاج تكاليف أداء المراسيم في السعودية بالدولار، فإن الزوار
الشيعة يستمتعون بخدمات متكاملة مجانية تشمل الإقامة والطعام والمبيت والتنقل، زاعما أن السعودية تسعى للربح والتكسب من موسم الحج بينما يعتبره العراق موسما للثواب والأجر.
وكتب حساب "رافضية وأفتخر" على "تويتر"؛ أن تنظيم زيارة 27 مليون شخص، ضمنهم آلاف الأجانب، ودون حوادث، لا يمكن وصفه إلا بأنه "معجزة لا يقدر على فعلها سوى العراقيين"، مضيفة أن هذا الرقم هو "طليعة الجيش الحسيني الذي سيكون له كلمة الفصل بمواجهة أحفاد هند آكلة الأكباد".
وفي السياق ذاته، قدم الباحث الشيعي أزهر الوائلي؛ عرضا لمجموعة الامتيازات التي سيتمتع بها الحاج في حال تولي المرجعية الشيعية لتنظيم موسم الحج، ومنها تخفيض كلفة السفر والإقامة، وتقديم دعم لوجبات الطعام والنقل، فضلا عن عدم تحديد حصة أي دولة بعدد محدد من الحجاج أو بأعمار محددة.
لكن في المقابل، دعا الكاتب والمحلل عدنان الحاج إلى تحكيم العقل والمنطق في حساب العدد الحقيقي للزوار الشيعة، وبالاعتماد على معطيات الإحصاء والرياضيات وعلم المساحة، موضحا أن مساحة منطقة الزيارة لا تتجاوز 400 ألف متر مربع، وضمنها البيوت والأبنية، ولو كان كل زائر يحتاج لمساحة متر واحد للحركة، والنوم فإن الزوار لن يصل عددهم في أحسن الأحوال إلى نصف مليون شخص.
وأضاف الحاج في حديث لــــ"
عربي 21"؛ أنه وفي حال حشر شخصين أو أكثر في المتر المربع الواحد من الأرض، وهو أمر يعتبره ضربا من الخيال، كما يقول، فإن العدد لن يصل بكل الأحوال إلى مليوني شخص، وهو رقم بعيد جدا عن إحصائية الـــ27 مليون زائر التي أعلنتها الحكومة المحلية في مدينة كربلاء، جنوب العراق.
واستغرب الحاج من الادعاء بوجود أكثر من 7 ملايين زائر أجنبي قدموا إلى العراق لزيارة كربلاء، مبينا أن العراق لا يمتلك المطارات أو المنافذ الحدوية المعدة لاستقبال مثل هذه الأرقام "التعجيزية"، وفق تقديره.
وأشار الكاتب الحاج إلى أن جميع مصادر الأرقام والمعلومات هي مصادر شيعية، سواء كانت في الحكومات المحلية أو الأجهزة الأمنية التي تتعمد تضخيم وتهويل هذه الأرقام لغايات مذهبية ودعائية، موضحا أنه ليس هناك مصدر مستقل واحد يمكن استقاء المعلومات الحقيقية منه.
وكانت السلطات المحلية في محافظة كربلاء قد أعلنت عن استقبالها 27 مليون زائر الشهر الماضي، منهم 20 مليون عراقي وأكثر من 7 ملايين من جنسيات أجنبية مختلفة، وأن نسبة النساء كانت 60 في المئة والرجال 40 في المئة، تم نقلهم جميعا باستخدام أكثر من 58 ألف سيارة و24 قطارا و140 طائرة، في حين، ووفقا للأرقام ذاتها، ساهم في تأمين الزيارة أكثر من 300 ألف عنصر أمني، من جنود وشرطة وحشد شعبي ومتطوعين.