كشفت ليلى
البوعزيزي، شقيقة مفجّر
الثورة التونسية محمد البوعزيزي، أنّها لجأت مع أسرتها إلى كندا، "بسبب التهديدات والشائعات المغرضة التي طالتها"، بحسب وصفها
وأضافت شقيقة أيقونة الثورات العربية في حوار نشرته صحيفة "لو جورنال دو كباك" الكندية الناطقة باللغة الفرنسية، الأحد، وترجمته عربي21، أن عائلتها اضطرت إلى مغادرة تونس واللجوء إلى كندا بحثا عن ملاذ آمن، بعيدا عن التهديدات والغيرة التي باتت ضحية لها بعد ثورة 17 كانون الأول/ ديسمبر.
وتابعت ليلى البوعزيزي أنها قدمت إلى كندا للدراسة العام 2013 واستقرت بمونتريال، حيث حصلت في العام التالي على اللجوء، ثمّ التحق بها زوجها ووالدتها منوبية، بالإضافة إلى أشقاء زوجها الثلاثة، ليحصل الجميع على اللجوء في كندا.
تهديدات وشائعات
وتحدّثت عن الظروف الصعبة التي رافقت العائلة منذ إقدام شقيقها محمد البوعزيزي على حرق نفسه في 17 كانون الأوّل/ ديسمبر 2010 بمحافظة سيدي بوزيد، حيث لاحقتهم التهديدات، مضيفة أنّ أسرتها اضطرت إلى الانتقال إلى أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة، حيث استأجرت منزلا، لكن التهديدات والشائعات المغرضة لم تتوقف.
وقالت شقيقة البوعزيزي إنّه من الصعب معرفة هوية من قام بتهديدنا بدقّة، "لكن يمكن أن يكون هؤلاء كلّ الذين وقفوا ضدّ الثورة، ومن يعتقد أن أخي هو المسؤول عن كل المصائب والمشكلات التي لحقت بهم بعد 14 كانون الثاني/ يناير 2011"، وفق تعبيرها.
سبب كلّ بلاء
وعبّرت ليلى عن ألمها لما عانته أسرتها بسبب الغيرة التي تغذّت من الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنّ التونسيين "باتوا يعتقدون أنّنا أصبحنا أثرياء، وأنّنا السبب في كلّ بلاء يحصل لأيّ منهم"، بحسب تعبيرها.
ولفتت إلى أنّ أسرتها حصلت على مبلغ 40 ألف دينار (حوالي 20 ألف دولار أمريكي) كسائر عائلات شهداء الثورة، وبعض المساعدات العرضية من مواطنين عاديين.
وأضرم محمد البوعزيزي النار في جسده أمام مقرّ محافظة سيدي بوزيد، وسط البلاد، يوم الجمعة 17 كانون الأوّل/ ديسمبر 2010، احتجاجا على مصادرة البلدية في المحافظة لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه.
وجاء قرار البوعزيزي أيضا للتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها ضدّ الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ وقالت له: (بالفرنسية: Dégage)، أي ارحل، لتصبح هذه الكلمة شعارا للثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس بن علي، ثمّ بعد ذلك شعارا للثورات العربية المتلاحقة.
وتوفّي محمد البوعزيزي بعد 18 يوما من إضرام النار في جسده، فيما أضرم 50 مواطنا عربيا، على الأقل، النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية مشابهة، تقليدا لاحتجاج البوعزيزي. وأقيم تمثال تذكاري تخليدا له في العاصمة الفرنسية باريس.