كشف عضو البرلمان
المصري المنعقد بالخارج محمد عماد الدين، عن أن هناك
مبادرة سوف يطلقها 44 نائبا عن حزب الحرية والعدالة بمجلسي الشعب والشورى، خلال ساعات قليلة، تهدف لمحاولة حل الأزمة الداخلية التي تمر بها
جماعة الإخوان المسلمين.
وقال، في تصريح خاص لـ
"عربي21": "نسعى لرأب الصدع ولم شمل قيادة الإخوان في لحظة من اللحظات التي اختلفت فيها وجهات النظر، ولإيجاد حل جذري لهذه المشكلة من أجل التفرغ لمواجهة سلطة الانقلاب العسكري، وقد تداعى النواب لهذا الأمر انطلاقا من المسؤولية التي تقع على عاتقهم".
وأشار إلى أن هؤلاء البرلمانيين، أصحاب المبادرة، يمثلون قيادات "حقيقية" داخل الجماعة، فمنهم من هو عضو بمجلس الشورى العام للإخوان، ومنهم من هو رئيس مكتب إداري، ونائب رئيس مكتب إداري، ومنهم أعضاء بالهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة.
وتابع عماد: "استمعنا (النواب) لكل الأطراف في جلسات مطولة منذ فترة، ولدينا مئات الصفحات المسجلة لدينا بالوثائق، ثم جلسنا بعد ذلك لنتحاور ودرسنا الأمر إلى أن أطلقنا المبادرة، وحرصنا على أن نرسلها للجهة المعنية لتقوم بتنفيذ الإجراءات الموجودة في المبادرة، وهي اللجنة الإدارية العليا منذ أكثر من 40 يوما، وقت أن كانت اللجنة على قلب رجل واحد".
وبسؤاله عما إذا قاموا بإدخال أي تعديلات على المبادرة التي قدموها للجنة الإدارية منذ أكثر من شهر، أكد "عماد" أنهم لم يقوموا بإدخال أي تعديلات عليها بأي شكل من الأشكال، بل هي المبادرة ذاتها بالحرف الواحد، لأنها معنية بالأساس بحل جذري للمشكلة بغض النظر عن ما استجد من أحداث.
واستطرد قائلا: "كنا حريصين على عدم ظهور هذه المبادرة للإعلام، لأنه من الضوابط التي تحدثنا عنها هي البعد عن التراشق الإعلامي، لكن أما وأن الأزمة قد تفاقمت، وتحدث كل الأطراف في الإعلام، من أجل ذلك أردنا إعلانها للرأي العام، ليعرف بها المهتمون من العلماء والساسة من إخواننا وأحبابنا، وكذلك صفنا المجاهد المناضل حتى اللحظة، ليكون ضاغطا معنا من أجل حل هذه المشكلة".
وشدد "عماد الدين" على أن النواب أصحاب المبادرة لا يقفون مع طرف ضد آخر، مضيفا: "نحن نقدر الجميع ونحترمهم، وهؤلاء جميعا إخوة وحريصون على الوحدة بينهم".
وأشار إلى أن المبادرة تحتوي على مقدمة بعنوان "من نحن وماذا نريد؟"، قامت بتحديد المشكلة بشكل دقيق، ثم اقترحت الحلول لهذه
الخلافات، مؤكدا أن المبادرة تضمنت ثوابت وضوابط قال إنه يجب مراعاتها، ثم وضعت الإجراءات لإنهاء تلك الخلافات، وفي النهاية وضعوا المنهجية التي ساروا عليها في المبادرة.
وكشف "عماد الدين" عن أن أصحاب المبادرة سيقومون بمجموعة من الإجراءات الأخرى في هذا الصدد (رفض الكشف عنها)، حتى ينجحوا في تنفيذ مهمتهم، وهي أن تكون لهم قيادة واحدة على قلب رجل واحد، مؤكدا أن الإعلان عن المبادرة مجرد بداية، فستكون هناك خطوات أخرى للضغط بقوة على كل الأطراف، حتى تنتهي الأزمة تماما.
وظهرت أزمة جماعة الإخوان الداخلية للعلن بوضوح في شهر أيار/ مايو الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة سلطة الانقلاب، وشرعية القيادة في الظرف الجديد.
واشتعلت تلك الخلافات، الاثنين 14 كانون الأول/ ديسمبر، حينما أعلن مكتب الإخوان المسلمين في لندن إقالة محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته متحدثا إعلاميا باسم الجماعة، وتعيين متحدث جديد بدلا عنه هو طلعت فهمي، وفق بيان، وذلك في أعقاب خروج مشرف لجنة الإدارة محمد عبد الرحمن بعدد من القرارات الموقعة منه، التي قال إنها باعتماد من القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، محمود عزت، التي تقضي بإعفاء وتجميد عضوية بعض حاملي الملفات المهمة، وأبرزهم المتحدث الإعلامي محمد منتصر.
وأعلن 11 مكتبا إداريا تابعا لجماعة الإخوان رفضه لقرار إعفاء المتحدث الإعلامي محمد منتصر، أو تجميد عضويته.