نظم العشرات من أسر
الصحفيين المعتقلين، والنشطاء والحقوقيين، مساء الأربعاء، تظاهرة على أدراج نقابة الصحفيين في القاهرة، للمطالبة بالإفراج عنهم.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالمعاملة التي يتلقاها الصحفيون المعقتلون داخل محابسهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، بالعلاج والتريض والزيارة، مطالبين بوقف ما وصفوه بـ"المهازل" في أروقة المحاكم وعلى منصات القضاء.
وشارك في الوقفة عدد من النشطاء والحقوقيين والصحفيين الذين دشنوا في وقت سابق حملة "هنخرجهم ونعالجهم...
الصحافة مش جريمة" بعد تدهور الحالة الصحية لعشرات الصحفيين من بينهم هاني صلاح، وأحمد سبيع، وعمرو عبد المقصود، وشوكان، وحسن القباني، وغيرهم.
وقال نقيب الصحفيين يحيى قلاش، خلال مشاركته "السريعة" في الوقفة، إن نقابة الصحفيين لا تتوانى عن الدفاع عن الصحفيين، وإنها تولي ملف المعتقلين اهتماما كبيرا للحصول على حقوقهم في محاكمات عادلة، وفق قوله.
الصحافة في خطر
من جهته، قال الصحفي محمد الخطيب لـ"عربي21"، إن "حرية الصحافة في خطر، وتواجه تحديات جمة"، مضيفا أن "أوضاع الصحفيين المعتقلين تزداد سوءا يوما تلو الآخر".
وحمل المتظاهرون البالونات والشموع المضاءة، إلى جانب صور الصحفيين المعتقلين، للاحتجاج على أوضاع هؤلاء المعتقلين الصحية والمعيشية الصعبة داخل المعتقلات، خاصة أن بعضهم يقبع في سجن العقرب شديد الحراسة.
وردد المشاركون هتافات مثل: "يا حرية فينك فينك حبس الصحفي بينا وبينا"، و"يا أبو دبورة ونسر وكاب إحنا صحافة مش إرهاب" (في إشارة إلى ضباط الجيش)، و"بنقول عالجوا الصحفيين دول بيموتوا في الزنازين".
كما رفع المشاركون لافتات مكتوب عليها: "مطلبنا إطلاق سراح الصحفيين"، و"في عهد السيسي الصحافة أصبحت جريمة"، و"من إنجازات السيسي حبس الصحفيين".
بدوره، قال الصحفي سعود عمر لـ"عربي21"، إن الصحفيين في السجن "يعانون من برد الشتاء القارس، وبعضهم مريض جدا، ولا يسمح بعلاجهم"، مؤكدا أن "اضطهاد الصحفيين لا يساعد على استقرار البلاد".
انتقادات دولية
وواجهت السلطات في
مصر انتقادات واسعة على خلفية سجلها السيئ في مجال حرية الصحافة عن عام 2015، حيث تبوأت مركزا متقدما كثاني أسوأ دولة في العالم بعد الصين في حبس الصحفيين، بحسب لجنة حماية الصحفيين في نيويورك.
ويقدر عدد الصحفيين المعتقلين بمصر بـ107 صحفيين، إضافة إلى 60 آخرين احتجزوا بشكل مؤقت، وأطلق سراحهم لاحقا منذ الانقلاب، فيما سجل عام 2015
اعتقال 12 صحفيا على الأقل. كما قتل أربعة صحفيين منذ الانقلاب، تم تسجيل نحو 900 انتهاك (منع من التغطية، وتكسير المتعلقات، والاعتداء البدني)، وأكثر من 10 وقائع مصادرة صحف، و16 واقعة مداهمة مقرات صحفية.