بانتظار ظهور نتائج تحليل للعينات البلغمية، تجريه وزارة
الصحة التابعة للنظام السوري في مختبرات تابعة لها في العاصمة دمشق، لتحديد نوع الفيروس المسبب لعدة حالات وفيات في مناطق سيطرة النظام في مدينة
حلب، يسري الحديث عن توسع لرقعة انتشار المرض الذي يشتبه بأنه إنفلونزا الخنازير، في ظل مخاوف من امتداد هذا المرض إلى القسم الشرقي من حلب، الخاضع لسيطرة الثوار.
وتكشف التصريحات التي أدلى بها المسؤولون في النظام السوري عن تخبط، وتضارب في التصريحات، بين النفي المطلق على لسان رئيس حكومة النظام وائل الحلقي، وحالة عدم اليقين التي عبر عنها مدير صحة حلب محمد حزوري، الذي قال: "لم نتأكد للآن من نوعية الفيروس الذي يضرب المدينة، لكننا أرسلنا عينات مسحية للمختبرات".
وفي الوقت الذي أكدت فيه شبكة أخبار حي الزهراء بحلب، الموالية للنظام، ارتفاع عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى 11 حالة في الأسبوعين الأخيرين، يقف التكتم الشديد الذي تمارسه الحكومة حائلا دون التأكد من مصداقية العدد، على ما ذكره لـ"عربي21" مصدر طبي متواجد في مشفى الجامعة في المدينة.
واعتبر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن التكتم من قبل حكومة النظام السوري على الخبر "أمر طبيعي"، وقال: "هنالك حالات وفيات في عدة مشاف، والوباء لا يمكن التستر عليه، والمرضى يتهافتون على المشافي الخاصة والعامة".
وكشف المصدر عن حالة من الهلع تسود أرجاء المشفى، مشيرا إلى إجراء قسم التصوير في مشفى الجامعة لنحو 600 صورة شعاعية صدرية لمرضى ظهرت عليهم أعراض رشح مع ارتفاع في درجات الحرارة، في غضون أسبوع فقط.
واعترف المصدر بوجود حالة من التخبط في مديرية الصحة، التي تعاني من قلة الإمكانيات ونقص في الكوادر الطبية. وقال: "المديرية تعمل وفقا لإمكاناتها المتاحة، وتسعى في الوقت الراهن إلى تأمين المضاد الفيروسي النوعي "تاميفلو" (Tameflo)، وخطة العمل المقبلة مبنية على النتائج التي سيظهرها تحليل PCR".
وبالإضافة إلى انقطاع مياه الشرب والكهرباء عن المدينة، تعاني المرافق الصحية في المدينة من شلل شبه تام، بفعل هجرة الأطباء ونقص في الأدوية والمعدات، وهو ما حد من قدرة هذه المرافق على التعامل مع مثل هذه الحالات بفاعلية، تزامنا مع موجة برد قاسية تضرب المنطقة، وتشكل بيئة سهلة لانتقال الفيروس.
تخوف من انتقال المرض لشرقي المدينة:
أما في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار من المدينة، فلم يستبعد مدير صحة حلب الحرة، الدكتور ياسر درويش، انتقال وباء إنفلونزا الخنازير إليها.
وأكدد لـ"عربي21" وجود ثلاث حالات اشتباه بالمرض في مشافي حلب الحرة، قادمة من مدينة إدلب المجاورة، مشيرا إلى عدم توفر المضادات في المشافي التابعة للمديرية في حلب.
وعن أسباب انتشار الفيروس في مناطق النظام، قال درويش: "أعتقد أن الفيروس انتشر بسبب قدوم مقاتلين حاملين للفيروس للقتال بجانب النظام، من بلدان آسيوية مثل أفغانستان وإيران"، مضيفا بقوله: "إن طرق انتقال الفيروس عبر الهواء والتنفس تحتم علينا البدء والتحضير لمرحلة قد تكون صعبة".
بدوره، أبدى مدير المكتب الصحي في مجلس محافظة حلب الحرة، عبد السلام ضعيف، تخوفه من انتشار الفيروس في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، لافتا إلى صعوبة الكشف عن المرض؛ بسبب عدم توفر المخابر القادرة على تحديد نوع الفيروس.
وردا على المعلومات التي أوردتها مصادر محلية في ريف إدلب، حول وقوع ثلاث حالات وفاة جراء المرض، قال ضعيف لـ"عربي21" إنه يصعب تحديد مسببات الوفيات؛ بسبب عدم وجود مخبر يبين السبب، لافتا إلى أن أعراض المرض تتضاعف في حال كانت مناعة الشخص المصاب ضعيفة.