قال تحليل، نشره موقع "
روسيا اليوم" الروسي، إن التطورات الأخيرة تقلق موسكو، واستدل بتصريح لمصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية عن استعداد الكرملين للتوسط في النزاع بين دول الشرق الأوسط.
ونقل الموقع عن خبراء روس توقعات بشأن الموقف الروسي المستقبلي إزاء
الصراع بين
السعودية وإيران "التي يصفها المحللون في روسيا بالمواجهة السنية الشيعية".
وقال الباحث الروسي من معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو غيورغي ميرسكي: "لا ناقة لروسيا ولا جمل في هذه الأزمة"، وأشار الموقع إلى أن المحلل بهذا التقييم "استنسخ مواقف أمريكية سابقة تجاه أزمات مماثلة في العالم".
وأضاف ميركسي أن وقوف روسيا إلى جانب حليفتها
إيران، في صراعها مع السعودية، "سيأتي بنتائج عكسية"، خصوصا أن "نسبة المسلمين الشيعة من بين مسلمي العالم هو 15% فقط، في حين أن السنة - 85%. وفي روسيا، الغالبية العظمى من المسلمين هم من السنة".
في المقابل، رأى الخبير أنه "لا يمكن الوقوف في هذا الصراع إلى جانب المملكة العربية السعودية، وترك إيران لوحدها في أوقاتها العصيبة".
وتابع: "لايجوز إطلاقا الابتعاد عن إيران في هذا الوقت، لأنها تصالحت للتو مع واشنطن، ووقعت على الاتفاق النووي وسترفع عنها العقوبات وقد تتطور بسرعة وتعيد علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة".
من جهته رأى الباحث في مركز الأمن الدولي في معهد الاقتصاد الدولي والعلاقات الدولية، فلاديمير سوتنيكوف، أنه لا ينبغي "لروسيا التدخل في صراع ديني"، لأنه "قد يؤثر على وضعها في المنطقة بعد أن باشرت الأخيرة حربها ضد الإرهاب في سوريا".
واستدرك فلاديمير سوتنيكوف قائلا: "إن روسيا تستطيع تقديم المساعي الحميدة لتأسيس عملية دبلوماسية بعيدا عن الأشياء الدينية".
وعبر الخبير الروسي عن مخاوفه من أن يصرف الصراع بين الرياض وطهران الانتباه عن قتال تنظيم الدولة و"التوصل إلى تسوية سلمية في سوريا"، وهنا يتفق مع الجنرال الأمريكي أنتوني زيني.
وأضاف الخبير أن "مصالح واشنطن واللاعبين الغربيين الآخرين الذين يشاركون بطريقة أو بأخرى في الوضع حول سوريا، ناهيك عن المصالح الروسية، تتطلب ألا تكون مثل هذه الصراعات بين الخصمين الجيوسياسيين الكبيرين في المنطقة".
ولا يستبعد سوتنيكوف تحول الصراع بين طهران والرياض إلى "مواجهة ساخنة في العراق أو في سوريا، حيث يتواجد الحرس الثوري الإيراني أو المستشارون العسكريون إذا استمرت الأزمة بين البلدين".
وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران، الأحد الماضي وطلبت من الدبلوماسيين الإيرانيين مغادرة البلاد، إثر هجوم متظاهرين إيرانيين على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجا على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.