قال
الأخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية
الجزائري الأسبق والمبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا، إن الحديث عن ترشحه لانتخابات
الرئاسة بالجزائر، سواء كانت بموعدها العام 2019 أم مبكرة "مجرد مزحة".
ونفى الإبراهيمي، الذي يحظى بشعبية واسعة في الجزائر، أي طموح له في خلافة الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة، قائلا في تصريح أدلى به لقناة "بربر تيفي" الباريسية، الثلاثاء: "لن أكون رئيس الجزائر المقبل".
ويستقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، المبعوث الأممي والعربي السابق لسوريا، تقريبا مرة كل شهر، ويفرد التلفزيون الحكومي بالجزائر، حيزا معتبرا لكل مقابلة تتم بين الرجلين، ويعتقد مراقبون من الطبقة السياسية بالجزائر، أن لقاءات بوتفليقة والإبراهيمي لا تخلو من مساعي النظام بالجزائر لترتيب خلافة الرئيس بوتفليقة، والأقرب إلى قصر المرادية بالجزائر بحسب المراقبين، هو الأخضر الإبراهيمي.
لكن الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري المخضرم، وصف في التصريح ذاته، مسألة ترشحه لرئاسة الجزائر بـ"المزحة"، وقال إنه لا يفكر في ذلك على الإطلاق. وكثيرا ما يسبق لقاءات الإبراهيمي وبوتفليقة، إشاعات بتدهور صحة الرئيس الجزائري الذي يعاني من المرض منذ نيسان/أبريل العام 2013.
وشدد الإبراهيمي على أن لقاءاته المتكررة مع الرئيس بوتفليقة، لا تخرج عن إطار الصداقة التي تجمعهما، وقال: "ألتقي الرئيس بوتفليقة باعتباره صديقا قديما عملنا معا لفترة طويلة".
وتطالب أحزاب
المعارضة بالجزائر، السلطة بتنظيم انتخابات رئاسة مبكرة، لما تصفه بـ"شغور السلطة"، بسبب مرض الرئيس بوتفليقة، لكن الرئيس الجزائري، مضى بإصلاحاته السياسية، التي كان آخرها إعلان الدستور الجديد للجزائر بعد أن تمكن من إحداث تغييرات عميقة على مؤسسة الجيش والمخابرات.
وقال الصادق بوقطاية، القيادي بحزب جبهة التحرير الوطني، الحاكم بالبلاد، بتصريح لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء: "أحزاب المعارضة واهمة بمطلبها تنظيم انتخابات رئاسة مبكرة، ولا يمكن أن نغامر بالبلد في ظل فوضى إقليمية ومخاطر تهدد الجزائر على الحدود مع ليبيا ومالي وتونس".
وأضاف بوقطاية: "إن الرئيس بوتفليقة تمكن من النأي بالبلاد عن الفوضى بفضل إصلاحاته السياسية والعسكرية".
بيد أن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، التي تتألف من خمسة أحزاب معارضة وشخصيات سياسية ذات وزن، بالإضافة إلى "قطب التغيير" المتآلف من 11 حزبا معارضا، تعتبر ما تسوقه أحزاب السلطة مجرد "ذر للرماد في العيون"، بالنسبة إليها فإن "هناك أزمة سياسية بالجزائر لا يمكن حلها إلا بانتقال ديمقراطي سلس".
ويرى رئيس حزب "جيل جديد" المعارض جيلالي سفيان، أنه "ما من حل أمام السلطة الجزائرية حاليا إلا الاعتراف بفشلها خاصة وأنها لم يعد بمقدورها شراء السلم الاجتماعي أمام تدهور أسعار النفط وتراجع مداخيل الخزينة العمومية وتوقف عديد المشاريع الاقتصادية الكبرى".
ويضيف جيلالي بتصريح لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء: "الرئيس بوتفليقة غائب منذ فترة طويلة، وعلى السلطة فتح حوار مع المعارضة لإيجاد مخرج للأزمة عبر انتقال ديمقراطي سلمي".