نشرت صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية، تقريرا لها الخميس، كشفت فيه عن صفقة عقدها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر
عرفات، مع
إيران عام 2001، تضمنت "إدخال عناصر إيرانيين إلى الضفة الغربية في اثناء الانتفاضة الثانية"، وفق ما زعمه مسؤول عسكري إسرائيلي.
وبحسب الصحيفة، فإن الفريق احتياط شاؤول موفاز، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، كشف عن هذه الصفقة، وقال إنها كانت جزءا من صفقة السلاح التي أرسلت إلى غزة في سفينة "كارين إيه"، التي أمسكتها حينها قوات الجيش الإسرائيلي.
وتحت عنوان "مؤامرة عرفات الإيرانية"، فقد أوردت الصحيفة أن المسؤول الإسرائيلي السابق بيّن أن "الجيش على مدى أشهر، وطوال النصف الثاني من العام 2001، تابع مساعي عرفات لشراء وسائل قتالية في إيران".
وروي موفاز، قائلا: "أعد عرفات قائمة دقيقة تضمنت أنواعا مختلفة من السلاح، شملت سلاحا مضادا للدبابات بوزن يصل إلى 50 طنا".
والمثير في الأمر وفق موفاز، أن "القائمة شملت أيضا طنين من المواد المتفجرة، هي الأكثر تطورا من نوعها في العالم. وكل هذا حمل على سفينة (كارين إيه) في ميناء (كيش) في إيران".
ولفت إلى أن المقابل كان "أن يتعهد عرفات بمنح الحرس الثوري الإيراني موطئ قدم في الضفة الغربية"، وفق قوله.
ونقلت الصحيفة عنه إشارته إلى أن إسرائيل أعلمت أمريكا بالأمر، من خلاله شخصيا، إذ التقى وقتها بكونداليزا رايس، مستشارة الأمن القومي في الولايات المتحدة في البيت الأبيض حينها، وقد "تأثرت جدا"، موضحا أن هذه الحادثة كانت "أساسا لتصريح بوش بعد وقت قصير من ذلك، بأنه يجب تغيير القيادة الفلسطينية".
وقال: "كان لهذا تأثير هائل. فقد أدين عرفات، في نظر إسرائيل والأمريكيين أيضا. وكان واضحا لنا ولهم أن عرفات هو زعيم إرهاب"، وفق قوله.
يشار إلى أن سهى زوجة عرفات تقدمت بشكوى ضد مجهول، بعد اكتشاف مادة البلوتونيوم 210، وهي مادة مشعة مضرة جدا، على جثمان زوجها.
واتهم العديد من الفلسطينيين، الاحتلال الإسرائيلي بعملية تسميم عرفات بقصد اغتياله بالموت البطيء، ولكنه ما زال يزعم بأنه لم يسمم عرفات. وهناك شبهات حول تعاون فلسطيني في عملية وفاة عرفات على خلفية الصراع على السلطة.
وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، عن عمر يناهز الـ75 عاما، في مستشفى عسكري في ضواحي باريس، إثر تدهور سريع في صحته لم تتضح خلفياته، عقب حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله، وسط الضفة الغربية، لأشهر عدة.