صحف إسرائيلية: السيسي طالب أوباما بقوات للقتال في سيناء

قال موقع "ديبكا" الإسرائيلي إن قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي بعث منذ عدة أيام برسالة عاجلة وسرية إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما يطلب منه فيها المساعدة العسكرية في الحرب التي يشنها الجيش المصري على تنظيم الدولة في سيناء.

وأوضح الموقع أن السيسي طالب أوباما بإرسال قوات أمريكية خاصة إلى شمال سيناء لقتال التنظيم، بحيث تفتح الولايات المتحدة جبهة جديدة ضد داعش بجانب العمليات التي تنفذها في العراق وسوريا.

الطريقة الوحيد لهزيمة داعش

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية أمريكية قولها إن السيسي أكد للولايات المتحدة أن الطريقة الوحيدة لهزيمة داعش في سيناء هي بمشاركة قوات أمريكية على الأرض في القتال مع الجيش المصري، مشيرا إلى أن قائد الانقلاب اقترح إقامة قواعد عسكرية أمريكية بشبه جزيرة سيناء واستخدام الطائرات بدون طيار في استهداف عناصر التنظيم.

وحذر السيسي من أنه إذا لم تستجب الإدارة الأمريكية لطلبه، فستتحول سيناء خلال وقت قصير إلى أهم قاعدة لتنظيم الدولة في منطقة الشرق الأوسط برمتها اعتمادا على عناصره في شمال إفريقيا وخاصة ليبيا.

وأكد "ديبكا" أن البيت الأبيض لم يرد حتى الآن على المقترح المصري، واصفا تلك الخطوة بأنها غير مسبوقة وقد تواجه بمعارضة شديدة دخال الجيش المصري، وخاصة القيادات العليا.

وأشار الموقع إلى أن السيسي أصبح على يقين أن الجيش المصري ليس قادرا على هزيمة تنظيم الدولة بمفرده وأن تهديد التنظيم بسيناء بات يمثل خطرا استراتيجيا على نظامه.

وقال إنه إذا تجاهلت إدارة أوباما طلب السيسي بإقامة جبهة مشتركة ضد الإرهاب بسيناء، فإن قائد الانقلاب سيتوجه إلى روسيا لتشكيل تحالف استراتيجي معها وسيسمح لها بإقامة قواعد عسكرية في سيناء بما يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة.

وأعلن الجيش المصري الأسبوع الماضي شن عملية برية موسعة ضد مسلحي تنظيم "أنصار بيت المقدس" في شمال سيناء والتصدي لأي اختراقات للحدود المصرية مع قطاع غزة.

وأوضح العقيد محمد سمير، المتحدث باسم القوات المسلحة، أن الجيش ينفذ خطة شاملة لتشديد الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق في مدن العريش ورفح والشيخ زويد بمشاركة قوات الصاعقة والتدخل السريع ومجموعات قتالية من الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية ومروحيات الأباتشي الهجومية.

لكن مراقبين شككوا في نجاعة هذه العمليات التي كثيرا ما أعلن عنها الجيش، وبعدها يفاجأ المصريون بعملية كبيرة تنفذها الجماعات المسلحة ويروح ضحيتها أعداد كبيرة من جنود الجيش أو الشرطة.

سيناء منطقة معادية للدولة

وفي السياق ذاته، قال المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" إن أهالي سيناء أصبحوا لا يتوقعون تحسن أوضاعهم الاقتصادية في المستقبل القريب، بسبب استمرار العمليات العسكرية التي يشنها الجيش المصري على الجماعات المسلحة في هذه المنطة.

وأضاف "برئيل"، في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن سيناء تحولت إلى منطقة طاردة للاستثمارات الأجنبية، وأن الخطط التي تتحدث عنها الحكومة بشأن تنمية سيناء ستظل حبرا على ورق.

وأكد أن المشكلات الاقتصادية تضع مزيدا من الضغوط على حكومة السيسي خاصة بعد الانخفاض التاريخي للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي، مشيرا إلى أن البيروقراطية الهائلة داخل أروقة الحكومة المصرية تمنع أي تنمية حقيقية في البلاد.

ووصف المحلل الإسرائيلي تهجير أهالي سيناء من الشريط الحدودي المتاخم لقطاع غزة بأنها "عملية وحشية" أدت إلى ارتفاع أسعار المساكن في شمال سيناء بشكل جنوني، ما تسبب في تزايد معاناة المواطنين هناك، مشيرا إلى أن أهالي سيناء يسمعون منذ عشرات السنين وعودا كاذبة من الحكومات المتتالية بتحسين مستوى معيشتهم وهو ما لم يتحقق أبدا.

ولفت إلى أن غالبية الشعب المصري أصبح ينظر إلى سيناء باعتبارها منطقة شريرة ومعادية للدولة، يقتل فيها جنود الجيش والشرطة على أيدي الإرهابيين الذين يجدون مساعدة ودعم من أهالي سيناء، مشيرا إلى أن مؤيدي السيسي أصبحوا يطالبون علنا بمعاقبة بدو سيناء وليس مساعدتهم.

وكان المتحدث العسكري قد أعلن يوم الجمعة قيام عناصر قوات مكافحة الإرهاب، بقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 آخرين، جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، بالتعاون مع القوات الجوية، مشددا على أن القوات المسلحة ستواصل عملياتها للقضاء الكامل على كافة العناصر الإرهابية في سيناء والقصاص لشهداء القوات المسلحة والشرطة المدنية والمواطنين الأبرياء.