نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا أعدته مراسلتها كاثرين فيليب، تتحدث فيه عن هيئة الأمر بالمعروف في
السعودية "
المطاوعة"، وتوجهات الدولة للحد من صلاحياتهم، وفرض قيود على نشاطاتهم.
وتقول الكاتبة: "علقت السعودية ندى، التي كانت جالسة في مقهى في شارع التحلية في مدينة الرياض وهي تلعب بهاتفها المحمول، وتنتظر صديقتها، وتتأمل طلاء اظافرها الجديد، إنها لم تكن لتجلس في هذا المكان قبل عدة أشهر، قائلة: (بصراحة، لم أكن لافعل هذا، الجلوس هنا)".
وتعلق فيليب بأن المطاوعة بثوبهم الأبيض وغطاء رؤوسهم، هم من منعوا فتيات، مثل ندى، من الخروج من بيوتهن، مشيرة إلى أن السعودية تتحرك نحو تخفيف أو "قصقصة أجنحة المطاوعة، بعد فضائح تتعلق بمعاملتهم الوحشية، التي أجبرت نساء شابات على الهروب للخارج، مع أنهن كن يخفن الخروج من بيوتهن".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى حوادث تتعلق بتصرفات المطاوعة أو الشرطة الدينية، التي أدى بعضها إلى شجب دولي، مثل حريق مكة عام 2002، حيث منعت الشرطة الدينية الفتيات في مدرسة داخلية من الهروب من المدرسة في ملابس النوم أثناء اندلاع حريق هائل أدى إلى مقتل العديدات منهن.
وتذكر الصحيفة أن زيادة استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، أدت إلى تخفيف سلطات الشرطة الدينية، ومنعت من الملاحقة، وإلقاء القبض على أشخاص بسبب تصرفاتهم.
وتلفت الكاتبة إلى أنه في شهر شباط/ فبراير، انتشر شريط فيديوعلى "تويتر"، يصور فتاة تصرخ طلبا للنجدة والمساعدة، عندما كان المطاوعة يحاولون رميها داخل سيارة، وذلك أمام واحد من مراكز التسوق المعروفة.
وينقل التقرير عن ندى قولها: "كل واحدة لديها قصة مع المطاوعة"، حيث هناك التي لاحقها رجل في مركز تسوق، وطلب منها إزالة المكياج عن وجهها، في خرق واضح لصلاحياته، وقالت أخرى إن أحد الرجال تحداها الوقف عن تصويره وهو يحاول التحرش بها، وتعلق ندى: "يجعلك الأمر تفكرين مرتين إلى أين ستذهبين، وماذا ستفعلين".
وتفيد الصحيفة بأن عدد الفتيات في شارع التحلية، الذي يجتمع فيه الشبان للاستماع إلى الموسيقى الممنوعة، زاد بعد تخفيف سلطة رجال الشرطة الدينية، لافتة إلى أن الفتيات يشعرن بالفرحة نتيجة للتغيير، رغم ما يلقينه من قيود في أمور أخرى، مثل قيادة السيارات، وسلطة الأباء عليهن بطريقة تجعلهن قاصرات، حيث لا يستطعن السفر إلى الخارج دون موافقة ولي أمرهن .
وتبين فيليب أن رجال الدين المحافظين يرون أن تقييد حركة الشرطة الدينية وصلاحياتها هو خطوة أولى نحو تفكيك المجتمع، مشيرة إلى أن الداعية المعروف ناصر العمر انتقد في خطبة له على منبر في الرياض خطوة الحكومة، ودعاها إلى منح المطاوعة سلطات، لا تجريدهم منها.
وينوه التقرير إلى أن البلاد تنتظر إصلاحات جديدة، التي تعتمد في جزء منها على التخفيف من القيود الاجتماعية، مشيرا إلى أن من ضمن الإصلاحات وجود سلطة للترفيه، أعلن عنها
الملك سلمان في الرؤية التي أشرف عليها ولي ولي العهد نجله الأمير محمد.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الشبان سخروا من الفكرة على "تويتر"، وقالوا في هاشتاغ إن المطاوعة سيكسرون المعازف الموسيقية،
سلطة الترفيه.