نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا، تتحدث فيه عن تأثير شهر
رمضان في
اقتصاد الدول المسلمة.
وتقول المجلة: "في معظم الدول الإسلامية تبطؤ الحياة في أثناء شهر رمضان الفضيل، وهو الشهر المقدس، الذي يصوم فيه الناس في أثناء النهار، ويأخذ الكثير منهم قيلولة في النهار، ويحتفلون في الليل، وتقلل فيه ساعات العمل، وتفتح المحلات أبوابها في ساعات متأخرة وتغلق مبكرة، وبشكل عام، يكون الإنجاز أقل".
وتضيف المجلة أن "هناك الكثير من الأدلة غير المؤكدة عن أن رمضان، الذي ينتهي في الخامس من تموز/ يوليو، يترك أثرا اقتصاديا في الدول المسلمة، وحتى وقت قريب لم يدرس أحد هذه المسألة بطريقة علمية، ويقول رومي حسن من جامعة ساسككس في بريطانيا: (هناك الكثير من الحساسية عندما يتعلق الأمر بالإسلام)، لكن مظاهر رمضان تجعل من السهولة
دراسة هذه الظاهرة".
ويشير التقرير إلى أن "التقويم الإسلامي هو التقويم القمري، وعليه فإن رمضان ينتقل من موسم إلى آخر، حيث إن رمضان يحل في مصر مثلا، في أثناء أيام الصيف الطويلة، وبعد 15 عاما سيحل في موسم الشتاء، عندما تصبح الأيام والصيام أقصر، والعكس صحيح بالنسبة للمسلمين في المناطق الجنوبية".
وتبين المجلة أن هذه الدورة لا علاقة لها بالعوامل الأخرى التي تؤثر في الاقتصاد، التي "تقدم ظاهرة طبيعية تحدث"، كما كتب فيليب آر كامبنت وديفيد أتس ياناغيزوا- دروت من جامعة هارفارد في صحيفة "نيويورك تايمز"، حيث قالا إن "الممارسة الدينية متنوعة، لكن كل شيء يظل على ما هو".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه في دراسة نشرها الباحثان العام الماضي في المجلة الفصلية للاقتصاديات "كورتلي جورنال أوف إيكونوميكس"، وحللا فيها بيانات من 60 دولة، وجدا أن ساعات
الصيام الطويلة تترك أثرا ضارا في الاقتصاد في الدول ذات الغالبية المسلمة، وليس في أثناء رمضان، لكن خلال العام، حيث لو قلنا إن معدل ساعات الصيام سيزيد من 12 ساعة إلى 13 ساعة، فإن نسبة النمو في البلد لعام ستتراجع بنسبة 0.7%، ويقول ياناغيزوا- دروت إن العلاقة سلبية جدا.
وتورد المجلة أن باحثين آخرين يعتقدون أن المسلمين يكونون أقل إنتاجا في رمضان، حيث وجدت دراسة لهيذر سكوفيلد من جامعة بنسلفانيا، أن صيام عمال الزراعة الهنود أدى إلى انخفاض في مستوى الإنتاجية، إلى ما بين 20 و40%، عندما حل شهر الصيام في أثناء موسم الحصاد، مشيرة إلى أن عمال المكاتب يؤجلون مواعيد اللقاءات إلى ما بعد الإفطار، أي في الموعد الذي تتراجع فيه التعاملات التجارية للأسواق المالية في الشرق الأوسط.
ويفيد التقرير بأن الباحثين كامبنتي وياناغيزوا- دروت وجدا أن قلة الإنتاجية مرتبطة بقرار المسلمين بتقليل ساعات عملهم، و"هم أقل إنتاجية عندما تكون ساعات الصيام طويلة".
وبحسب المجلة، فإن الدراسات المسحية تظهر أن الموظفين في أثناء هذه الأيام من العام لا يهتمون بالعمل قدر اهتمامهم بالترفيه والدين، حيث يقول ياناغازيوا- دروت: "يمكن أن تنظر للأمر على أنه تغير صحي في المواقف"، مشيرة إلى أن التقارير تكشف أن المسلمين أكثر سعادة عندما تكون أيام رمضان طويلة، رغم الكلفة الاقتصادية.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول: "يحصل الكثير من التجار على موارد مالية أكثر في رمضان؛ بسبب زيادة الاستهلاك، وبهذه الطريقة، فإنه مثل الإجازة، لكن تحقيق موارد أكثر عبر المقارنة أمر صعب؛ لأنه من الصعب عزل الأثر الاقتصادي لأعياد الميلاد مثلا، وفي النهاية فإن تغير مواعيد رمضان يعطي الباحثين شيئا للحديث عنه".