حقوق وحريات

حلب: أصحاب الحالات الطبية الصعبة بحكم الموتى بفعل الحصار

قصف النظام السوري وروسيا خمسة مشاف في حلب الشرقية خلال الأيام الماضية
قصف النظام السوري وروسيا خمسة مشاف في حلب الشرقية خلال الأيام الماضية
حذر مدير صحة حلب الحرة، عبد الباسط إبراهيم، المنظمات الأممية العاملة في المجال الإنساني، من ارتفاع عدد الوفيات في الشطر الشرقي من مدينة حلب الذي بات الآن تحت الحصار، نتيجة عدم قدرة المديرية على علاج الحالات الصعبة التي تكتظ بها المشافي التابعة لها.

وحول مصير هؤلاء المرضى، قال إبراهيم لـ"عربي21": "لقد بات أصحاب الأمراض المستعصية، من مرضى السرطان، والتشوهات الخلقية، والآفات القلبية، في عداد الموتى، إلى أن يفتح الطريق"، موضحا: "لقد دخل هؤلاء المرضى في مرحلة الموت البطيء، وهم بدون علاج منذ سيطر النظام على معبر الكاستلو".

وقلل مدير الصحة من فرص استجابة النظام للدعوات الأممية التي تطالبه بفتح ممر إنساني آمن إلى داخل الأحياء المحاصرة، نافيا في الوقت ذاته أن يساهم فتح معبر بستان القصر الذي يربط بين شطري المدينة، برعاية من منظمة الهلال الأحمر، في حل الأزمة الإنسانية.

وقال: "نحن نطالب الأمم المتحدة بفتح ممر الكاستلو؛ لأن الأهالي تخشى الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام، خوفا من الاعتقال".

وفي تقييمه لوضع المشافي التي تنتشر في الأحياء الشرقية من حلب، أكد إبراهيم خروج مشفى الدقاق عن الخدمة بسبب استهدافه المباشر من قبل قوات النظام، لافتا إلى إعادة تأهيل كل من مشفى البيان ومشفى الحكيم ومشفى السيدة الزهراء، بعد أن لحقت أضرار جسيمة بمبانيها، نتيجة استهدافها قبل أيام من الطيران الروسي والسوري بالصواريخ والألغام البحرية.

وأضاف: "المشافي داخل الأحياء المحاصرة تتعرض لضغط عمل شديد، ولذلك تم ترشيد الخدمة الطبية، ولذلك اليوم لم تعد تستقبل الحالات غير المستعجلة، وذلك لفسح المجال للحالات المستعجلة والخطرة".

وناشد مدير صحة حلب الحرة؛ المنظمات الأممية والدول الفاعلة بشكل عام، وحكومات البلدان الإسلامية، لممارسة الضغط على النظام السوري، حتى يتوقف استهداف المشافي والمراكز الصحية، وحتى يسمح بفتح معبر إنساني لضمان خروج الحالات الإنسانية الحرجة.

من ناحيته، أعرب رئيس تجمع أطباء حلب الأحرار، الدكتور عبد السلام ضعيف، عن قلقه الشديد إزاء مصير الحالات الطبية الحرجة العالقة، وقال: "بسبب نقص الكادر الطبي والقصف المتواصل، كانت المشافي تضطر لنقل الحالات الحرجة إلى المشافي التركية سابقا"، مستدركا: "لكن هذا لم يعد ممكنا والحصار بات مفروضا على المدينة".

وبحسب ضعيف، فإن عدد الأطباء داخل الأحياء المحاصرة لا يتجاوز 30 طبيبا، بينما لا يتجاوز عدد أسرّة العناية المشددة في كل مشافي المدينة 12 سريرا. وقال: "بالنظر إلى حملة القصف الشرسة التي تتعرض لها المدينة، فإنه من المستحيل أن نغطي كل الحالات صحيا".

من جانب آخر، أشار ضعيف، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إلى تعرض الأطفال الخُدّج إلى الموت، بسبب نقص الحواضن في المدينة، موضحا أن "عدد الحواضن في مشافي المدينة محدود جدا".

هذا، وتعاني المدينة من غياب شبه تام للتيار الكهربائي، حيث تعتمد المشافي لتأمين حاجتها من الكهرباء على المولدات التي تعمل على مادة الديزل الذي بدأ يختفي تدريجيا من أسواق المدينة، ومن هنا حذر ضعيف بأن نقص المحروقات "يهدد بتوقف المشافي عن الخدمة".

في الأثناء، طالبت وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة السورية في بيان نشر على صفحتها بـ"فيسبوك" الاثنين، المنظمات الدولية والإنسانية؛ بتحمل مسؤولياتها في حماية المراكز الطبية.

وجاء بيان الوزارة على خلفية استهداف عدة مشافي في مدينة حلب وريفها، وبعد تعرض مشفى باسل أصلان للدمار في مدينة الأتارب، جراء استهدافه من قبل الطيران الروسي، ما تسبب بمقتل عدد من العاملين فيه.
التعليقات (0)