حذرت فصائل فلسطينية من تداعيات إقدام "
إسرائيل" على بناء
جدار حول
قطاع غزة، مرجحة نشوب
حرب جديدة لإفشال المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى تشديد الحصار على القطاع.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس الأربعاء، أن وزارة الحرب الإسرائيلية وزعت عطاءات لبناء جدار خرساني بطول 60 كيلومترا حول قطاع غزة، على 20 شركة كبيرة للبناء في "إسرائيل"، عقب رفض شركات دولية المشاركة في تنفيذ هذا المشروع، الذي يهدف لمواجهة أنفاق
المقاومة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الحرب ستشرع في بناء هذا الجدار مطلع تشرين الأول/ أكتوبر القادم، حيث تقدر تكلفته بنحو 2.2 مليار شيكل (570 مليون دولار)، ويمتد لعشرات الأمتار في باطن الأرض وفوقها.
وبحسب مراقبين؛ فإن عزم "إسرائيل" على تنفيذ هذا المشروع؛ يدلل على فشل الحلول التكنولوجية، التي زعمت مرارا أنها نجحت في اكتشاف بعض الأنفاق التي تمتد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقا من غزة.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" طلال نصار، إن "الجدار الذي تنوي إسرائيل إقامته حول قطاع غزة؛ سيفشل في حصار المقاومة، كما فشل الاحتلال في جميع خطواته وخططه السابقة التي أراد بها أن نرفع الراية البيضاء".
وأضاف لـ"
عربي21" أن الاحتلال "يعمل جنبا إلى جنب مع المتآمرين على شعبنا لإحكام الحصار على المقاومة الفلسطينية"، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني "الذي تعود على مقاومة الاحتلال بكافة السبل؛ يمتلك القدرة على هدم هذا الجدار".
حرب جديدة
وحول الوسائل التي يمكن للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس" أن تقاوم بها بناء الجدار؛ قال نصار: "ستكون للمقاومة في حينها كلمة الفصل في هذا الموضوع"، مشددا على أن حركته "لن تسمح بخطوات إضافية لتشديد الحصار على أبناء شعبنا، والتي يمكن أن تتسبب باندلاع حرب جديدة؛ ستكون للمقاومة فيها الكلمة العليا".
من جانبه؛ قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول، إن الاحتلال "يعمل على وضع كل العقبات التي يعتقد أنها تشكل حماية له من مقاومة الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن بناء الجدار "محاولة بائسة لمنع تسلل مقاومين عبر الأنفاق إلى الأراضي المحتلة".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "يمكن أن يكون الجدار عقبة أمام المقاومين، لكن المقاومة ستجد دائما من الوسائل ما يمكنها تجاوز مثل هذه العقبات"، لافتا إلى أن "إسرائيل تسعى من خلال بناء الجدار لتكريس فصل القطاع عن الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948".
تآكل التهدئة
وطالب الغول أذرع المقاومة الفلسطينية المختلفة بـ"امتلاك رؤية موحدة، والقيام بدراسة معمقة حول خوض أي حرب أو مواجهة قادمة مع الاحتلال، وذلك من أجل إفشال إنشائها هذا الجدار"، مشددا على أن "الرد على بناء هذا الجدار يجب أن يكون وفق استراتيجية وطنية متفق عليها، تجنبا لخسائر إضافية".
وأضاف أن "خيار الحرب في مقاومة الاحتلال ومخططاته؛ غير مستبعد ضمن الخيارات الوطنية"، معتبرا أن "قوى المقاومة يجب أن تكون جاهزة، وعليها أن لا تخضع لمنطق الهدنة الدائمة مع الاحتلال، كما أنه من المهم أن تدار هذه العملية النضالية من قبل قيادة وطنية موحدة، تعمل على تحقيق الأهداف المتفق عليها".
بدوره؛ أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، أن الاحتلال "يريد أن يتستر خلف هذا الجدار الأمني للقيام بأنشطة تمكنه من تدمير الأنفاق الهجومية، التي يعتقد أنها اجتازت الحدود".
وقال لـ"
عربي21" إن "المقاومة صبرها لن يطول، ولا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي نشاط إسرائيلي خارج خط التحديد (الحدود)، وستدفع إسرائيل الثمن".
وطالب كافة الأطراف "التي لعبت دورا في اتفاق التهدئة عام 2014، بالتحرك للضغط على إسرائيل من أجل وقف مشاريعها ومخططاتها العدائية".
ولفت أبو ظريفة إلى أن "استمرار إسرائيل في تلك الأنشطة؛ سيؤدي تدريجيا إلى تآكل التهدئة"، محملا الاحتلال مسؤولية أي مواجهة يمكن أن تقع.