لا تزال مدن محافظة ديالى
العراقية تشهد
اشتباكات مستمرة بين المليشيات الشيعية. ولمّا كانت تدور تلك المواجهات بين فصائل مختلفة، فقد باتت المليشيا الواحدة بمحافظة ديالى تشهد اقتتالا ونزاعا داخليا بين قياداتها، الغرض منه فرض السيطرة على المناصب الإدارية في ديالى.
ومنذ خمسة أيام تشهد بلدة أبي صيدا شرقي ديالى اقتتالا عنيفا بين عشيرتي تميم وربيعة، على خلفية قتل الأخيرة -وهي عشيرة مدير الناحية حارث الربيعي- أحد أفراد عشيرة بني تميم التي ينتمي إليها محافظ ديالى مثنى التميمي.
وبرز حارث الربيعي، حين بسطت المليشيات الشيعية سيطرتها على محافظة ديالى بعد انسحاب القوات الأمريكية التي اعتقلته، وأفرجت عنه السلطات العراقية لينضم إلى مليشيا "عصائب أهل الحق" ومن بعدها إلى "بدر".
وزادت سطوته وسيطرته على ناحية أبي صيدا وقراها، وبدأ سلسلة تصفيات لأبرز رموز أهل السنة هناك، ومن ثم الإشراف على تهجير قرى السنة وأهلها تواليا، حيث أصبح فيما بعد مديرا للناحية، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لـ"
عربي21".
وقالت المصادر، إن "استلام مثنى التميمي المنتمي لمليشيا بدر، منصب محافظ ديالى، فجر الخلاف بين الربيعي والتميمي، قبل أن يبدأ الاثنان بأكل بعضهم بعضا، حيث زاد طموح الربيعي إلى الترشح لمنصب نائب المحافظ، ثم أصبح بعدها يزاحم التميمي على منصب المحافظ".
ومع نمو هذا الطموح، فقد بدأت المشاكل تزداد بينه وبين مثنى التميمي، فقد دعا الربيعي، الأربعاء، عشيرته (ربيعة) إلى التظاهر أمام مبنى المحافظ في قضاء بعقوبة مركز محافظة ديالى، للمطالبة بإقالة التميمي، وفقا للمصادر.
وفي المقابل، خرجت السبت الماضي، بعض
عشائر ناحية أبي صيدا (بني تميم، شمر، عبيد، صريوات) بتظاهرة أمام مبنى مركز الناحية والمطالبة بإقالة مدير الناحية حارث الربيعي.
وبعد مناوشات ما بين المتظاهرين والقوات الأمنية وعشيرة ربيعة، فقد قام الأهالي بمهاجمة مقر الناحية وحرقه، إضافة إلى مهاجمة مديرية شرطة الناحية والاعتداء على قائد شرطة المحافظة.
المصادر، أكدت أن "المتظاهرين من العشائر المذكورة آنفا قاموا بحرق سبعة منازل تعود لأقارب مسؤول الناحية (عشيرة ربيعة) وعلى أثر ذلك قام مسؤول الناحية بتقديم استقالته".
ومن ثم تطورت الأحداث وأصبح النزاع عشائريا بعدما قامت عشيرة ربيعة بقتل أحد أفراد عشيرة بني تميم وأصابت آخرين منهم، فيما لا تزال حتى الآن المواجهات مستمرة ما بين العشائر في الناحية مستخدمين الأسلحة والعجلات الحكومية التابعة للجيش العراقي.
وأفادت المصادر، بأن مسلحين تابعين لمليشيات وعشائر استولوا على بناية مديرية ناحية أبي صيدا ومركز الشرطة فيها، مؤكدين أن الاشتباكات مستمرة دون تدخل للقوات الأمنية.
وكانت محافظة ديالى، شهدت في 10 آب/ أغسطس الجاري، معارك طاحنة بين فصائل مليشيات
الحشد الشعبي، لتمتد وتصبح اقتتالا بين اثنتين من أكبر عشائر المحافظة التي ينتمي عدد من أبنائها إلى تلك الفصائل.
وقالت مصادر لـ"
عربي21" في حينها، إن "معارك عنيفة اندلعت قبل ثلاثة أيام وما زالت حتى اليوم بين مليشيا عصائب أهل الحق وبين مليشيا المختار في منطقة شفتة، وسط قضاء بعقوبة مركز محافظة ديالى".
المصادر أوضحت، أن "الاقتتال بات الآن يدور بين عشيرة خزج التي ينضم عدد من أبنائها لمليشيا العصائب وبين عشيرة زبيد التي ينتمي عدد من أبنائها إلى مليشيا المختار، حيث تسبب الاقتتال بسقوط نحو 20 قتيلا وجريحا من الجانبين".
يذكر أن ديالى شهدت في 9 آذار/ مارس 2016، فوضى أمنية عارمة بعدما بسطت مليشيات شيعية سيطرتها على مبنيي مجلس المحافظة والمحكمة، فيما يتعرض أهل السنة بشكل مستمر لحملات اختطاف وقتل يومي في عدد من مدن المحافظة ذات الغالبية السنية.