نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافية المتخصصة بالأمن القومي نانسي يوسف، حول خلفيات الجنرالات والضباط الذين وقعوا على وثيقة يؤيدون فيها ترشيح دونالد
ترامب للرئاسة في أمريكا.
وبدأت الكاتبة تقريرها، الذي ترجمته "
عربي21"، بالقول إن "من بين الثمانية وثمانين جنرالا وأدميرالا، الذين أيدوا ترشح ترامب يوم الثلاثاء، كان هناك قائد عسكري طلب من أوباما أن يبرز شهادة ولادته، وجنرال سلاح جوي تم تأديبه؛ لدوره في سقوط طائرة عام 1996، وأربعة قادة كانوا حاضرين في أكبر فضيحة لسلاح البحرية في التاريخ، بالإضافة إلى جنرال من القوات الخاصة معروف بفضح الأسرار العسكرية، ومحاولة تحويل الحملات العسكرية إلى حروب صليبية".
وتضيف يوسف: "بالتأكيد كان من بين الموقعين على وثيقة تأييد ترامب من يتميزون بسجل عسكري مثالي، ويواصلون العمل في الخدمة العامة، وهناك محاربون قدامى في فيتنام، وهناك ثلاثة جنرالات بأربع نجوم، وأدميرال، بالإضافة إلى قيادات عسكرية خدمت في حرب أمريكا في العراق، وصرح ترامب قائلا: (إنه لمن دواعي الفخر أن أحظى بهذا الدعم المذهل من هذا العدد من القيادات العسكرية المتميزة المتقاعدة)".
ويستدرك التقرير بأن "كثيرا من الضباط الذين أعلنوا تأييدهم لترامب يوم الثلاثاء قد يحتلون مناصب كبيرة في الدوائر العسكرية، لكن بالتأكيد أنهم ليسوا الأفضل، ولا الأذكى، بل في الواقع فإن كثيرا منهم تحوم حولهم شبهات، وأربعة منهم حضروا مؤتمر (تيلهوك أسوسييشن) في لاس فيغاس، عندما قام عدد كبير من ضباط البحرية بالاعتداء الجنسي على 83 امرأة وسبعة رجال، ولم يتم توجيه التهمة لأي من الموقعين، لكن واحدا منهم كان محاميا للبحرية في القضية".
ويشير الموقع إلى أن الجنرال ويليام بويكن، الرئيس السابق للقوات الخاصة، التي كانت جزءا من البحث عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويعد أشهر من وقع على تأييد ترامب، أثار في عام 2003 جدلا عندما قال خلال خطاب له حول البحث عن أحد أمراء الحرب الصوماليين: "أنا كنت أعلم أن إلهي إله حقيقي، وأن إلهه صنم"، وقال في قمة الحرب: "نحن شعب مسيحي؛ لأن أساسنا وجذورنا يهو- مسيحية.. والعدو هو شخص اسمه الشيطان"، ورأى العديد من الناس أن آراء بويكن المحافظة تتسرب إلى خدمته العسكرية، وبعد ذلك بعدة سنوات استلم بويكن رسالة تأديبية؛ بسبب تسريبه معلومات سرية.
وتلفت الكاتبة إلى أن جنرال سلاح الطيران المتقاعد جفري كلايفر، الذي وقع على رسالة تأييد ترامب، استلم رسالة تأديب على خلفية حادث تحطم طائرة تابعة لسلاح الجو عام 1996، تسبب بمقتل وزير التجارة حينها رونالد براون؛ بسبب فشله في التحقق من أن وحدات سلاح الطيران في أوروبا تلتزم بالتعليمات المتعلقة بتفتيش المطارات، بحسب التقارير في ذلك الوقت.
ويفيد التقرير بأن الجنرال المتقاعد ثوماس ماكينرني، الذي كان الرقم (3) في قيادة سلاح الجو الأمريكي، كان معلقا محافظا على "فوكس نيوز"، وكان يعتمد عليه لدرجة أن البنتاغون طلب منه تسويق موقفه من حرب العراق، وهو ما أكسبه مكانا في قائمة "فضيحة خبراء البنتاغون"، التي كانت موضوع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فاز بجائزة "بولتزر".
ويذكر الموقع أن ماكينرني دافع يوم الثلاثاء عن تأييده لترامب قائلا: "أشعر بأن علي واجبا تجاه الشعب الأمريكي، لأكون جزءا من هذا الخطاب، ومناقشة قضايا الأمن القومي؛ لأنها معقدة، خاصة ما يتعلق بالإسلام المتطرف، ونحن لم نقم بهذا النقاش، ولدينا رئيس قمعه"، وأضاف أنه يشعر بالواجب؛ لأنه أقسم على الدفاع عن الشعب ضد الأعداء الداخليين والخارجيين.
وتورد يوسف نقلا عن الضباط قولهم في رسالة التأييد إن الجيش أصبح في حالة أضعف؛ بسبب تراجع الميزانية، الذي عزوه إلى إدارة أوباما، ويقولون إن المرشحة الديمقراطية هيلاري
كلينتون هي من تسبب بإضعاف القوات المسلحة، مشيرة إلى أنه افتراض غريب، خاصة أن كلينتون أدارت الشؤون الخارجية وليس البنتاغون.
وينوه التقرير إلى أن الميزانية العسكرية زادت خلال السنوات الخمس الأولى من الإدارة الحالية، ولم تتوقف إلا بقانون ضبط الميزانية لعام 2011، ولم تتراجع الميزانية العسكرية الأساسية، وهو ما لا يتضمن ميزانية الحرب، بنسبة 8% للعام المالي 2012، وقال الجنرال ديفيد باترايوس الشهر الماضي إن ذلك التراجع في الميزانية لم يؤثر في جاهزية الجيش.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول إنه "مع أن 26 رئيسا من رؤساء أمريكا الـ 44 خدموا في الجيش، بما في ذلك جنرالات، مثل جورج واشنطن، وألسيس غرانت، ودوايت أيزنهاور، لكن في السنوات العشرين الماضية فقط أصبحت الموافقة العسكرية أمرا ثابتا في دورة
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما جعل الكثير ممن لا يزالون في الجيش يشعرون بعدم الارتياح؛ لأنهم يعتقدون أن الجيش يجب أن يخدم القائد الأعلى مهما كان انتماؤه الحزبي".