لاقى اعتقال "
الإدارة الذاتية" الكردية؛ قيادات في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في
سوريا (يكيتي)، إدانة واسعة النطاق من جانب الأحزاب الكردية الأخرى، إضافة إلى مؤسسات المعارضة السورية.
وجاءت
الاعتقالات، الخميس، بعدما داهمت القوات الأمنية التابعة لحزب
الاتحاد الديمقراطي (الأسايش) مقر حزب "يكيتي" في مدينة عامودا، شمال شرق سوريا. ومن بين من تم احتجازهم نائب سكرتير الحزب حسن صالح، علما بأن هذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها مداهمة مقرات الأحزاب الكردية التي تعارض حزب الاتحاد الديمقراطي، واعتقال قيادات هذه الأحزاب.
وندد مسؤول الهيئة القيادية لحزب "آزادي الكردستاني"، أدهم باشو، بالاعتقالات التي تقوم بها "الإدارة الذاتية" لكل من يخالف "سياستها التعسفية" في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال لـ"عربي21": "لقد تذرعت الإدارة بعدم منح ترخيص لمكتب الحزب في مدينة عامودا، وعلى إثر ذلك اعتقلت كوادر حزب الوحدة الديمقراطي، وأغلقت المحطة الإذاعية التابعة للحزب المذكور".
وكشف باشو عن وجود مكتب مرخص لحزب البعث في المدينة نفسها، الأمر الذي يدلل من وجهة نظره على "تبعية الإدارة للنظام السوري".
ولفت باشو إلى أن حزب "يكيتي" له مواقف معروفة ضد النظام السوري، "وهو حزب فاعل في المجلس الوطني الكردي السوري الممثل في الائتلاف المعارض أيضا، ولذلك قامت الإدارة باعتقال كوادره، بمطلب مباشر من النظام"، على حد قوله.
من جهته، قال السياسي الكردي والعضو في "اتحاد الديمقراطيين السوريين"، عبد الباري عثمان، إن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يسيطر على الوحدات العسكرية الكردية؛ "يتعرض اليوم لضغط شعبي، وذلك بعد تراجع الولايات المتحدة عن موقفها الداعم لبقاء قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج (بريف حلب الشرقي)، والطلب منها الانسحاب إلى شرق نهر الفرات، وذلك بعد التضحية بحياة مقاتلين قربانا لأجندة دولية"، وفق قوله.
ورأى أن حادثة الاعتقال الأخيرة تأتي للتخفيف من حدة الانتقادات التي توجه للإدارة الذاتية، وخصوصا من أحزاب المجلس الوطني الكردي.
وأشار عثمان في حديث لـ"عربي21"؛ إلى رفض الغالبية العظمى من أكراد سوريا "الدخول في صراعات باسم المكون الكردي"، وتحدث عن رفض مشاركة
الوحدات الكردية في معركة الرقة، لطرد تنظيم الدولة منها، "دون حصول توافق مع الجيش السوري الحر"، كما قال.
من جانب آخر، لفت عثمان إلى رغبة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي؛ بتحجيم حزب "يكيتي"، لا سيما أن الأخير كان "من المنتقدين للتصرفات المسيئة التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي؛ من تكميم أفواه الأكراد المعارضين له في الشمال السوري، وذلك على الرغم من مغازلة بعض قيادات حزب يكيتي، للإدارة الذاتية"، وفق تعبيره.
بدوره، ربط الناشط الحقوقي الكردي محمود كرعو، بين الاعتقالات الأخيرة وموجة الغضب العارمة التي تعم الشارع الكردي في سوريا، جراء السياسات العسكرية الفاشلة المسؤولة عن مقتل أعداد كبيرة من المقاتلين الأكراد، في المعارك التي تخوضها الوحدات الكردية في مناطق غير كردية.
وقال كرعو لـ"عربي21": "لقد بات الأكراد يشعرون أنهم وقود لحرب لا تعنيهم، في منبج والرقة وغيرهما من المناطق العربية"، معتبرا أن "الكرد اليوم هم ضحايا السياسية الأمريكية في المنطقة، ولذلك قد تكون هذه الاعتقالات لشغل الرأي العام الكردي عن أعداد قتلى الأكراد جراء المعارك اليومية مع تنظيم الدولة"، وفق تقديره.
يشار إلى أن قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر بمنزلة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، كانت قد احتجزت إبراهيم برو، رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا وسكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، لعدة ساعات في آب/ أغسطس الماضي في القامشلي، بشمال شرق سوريا، قبل إبعاده إلى إقليم كرستان العراق وتحذيره من العودة إلى الأراضي السورية مجددا.