طرح النظام السوري يوم الثلاثاء، جملة من الشروط والخطوات على اللجنة الممثلة لفصائل المقاتلة والأهالي السورية في جنوب
دمشق، في إطار ما يصفه بـ"المصالحات".
وبحسب مصادر محلية، فقد نصت البنود التي قدمها العميد طلال مخلوف، رئيس فرع الدوريات في مخابرات النظام السوري، لوفد أهالي المنطقة، على رفع أسماء مقاتلي المعارضة مع أماكن تمركزهم على الجبهات، وقائمة بالأسلحة التي بحوزتهم؛ لقوات النظام، على أن يبقى السلاح بيد المقاتلين إلى حين إنهاء وجود
تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام من المنطقة، ومن ثم يسلم سلاح الفصائل بشكل كامل لقوات النظام، وبعدها يتم السماح للمزارعين بالذهاب إلى حقولهم وزراعتها.
ويتضمن السيناريو المطروح من قبل مخابرات الأسد، تأمين كل ما يحتاجه المقاتلون أثناء معاركهم ضد تنظيم الدولة وجبهة الفتح الشام، من رواتب وذخيرة وتجهيزات، وأن النظام يضع مدافعه وطائراته في خدمتهم أثناء تلك المعارك.
أما بالنسبة للمنشقين عن قوات النظام والمتخلفين عن الخدمة، فيتم تسوية أوضاعهم فيما بعد، مع إعطائهم مهلة محددة، يلتحقون بعدها بقوات النظام ويجندون لصالحه. أما الرافضون لهذه البنود فسيؤمن لهم نظام الأسد طريقا للخروج من جنوب دمشق، إلى منطقة لم يسمها بعد.
ولم يصدر عن الفصائل في المنطقة أي رد على هذه البنود حتى الآن، فيما اتهم الناشط الإعلامي ضياء محمد، المتواجد في المنطقة، بأن "المشايخ" هم السبب بما آلت إليه الأمور في جنوب دمشق، عبر طرحهم السابق لمشروع فك
الحصار عن جنوب دمشق، مقابل وقف إطلاق النار ضد قوات النظام.
وقال محمد، لـ"
عربي21"؛ إن "المشروع الذي طرحه مشايخ جنوب دمشق ومن معهم لفك الحصار مقابل وقف إطلاق النار؛ جعلهم يخدمون مشاريع النظام السوري، حيث استخدموا في ذلك المدنيين كحاضنة لهم، تحت ذريعة حقن الدماء"، على حد وصفه.
ورأى الناشط أن تشتت الفصائل العسكرية؛ أحد أهم الأسباب الأخرى التي رفعت أسهم "لجان المصالحة المحلية"، وجعلتهم ينفذون مشاريع النظام تحت مسمى "حقن الدماء"، معتبرا أن "باب المصالحات مع النظام أعظم مصيبة أصابت الريف الدمشقي ككل".
وأضاف الناشط الإعلامي؛ أن جنوب دمشق قد يكون على موعد مع قطار التهجير بعد التل وخان الشيح، مؤكدا أن "خيار الحرب ما زال مفتوحا حتى الساعة لدى كتائب المعارضة السورية"، وأن "المفاوضات ستكون عاملا لكسب الوقت ليس إلا".
أما أبو محمد، وهو أحد الناشطين الميدانيين جنوب دمشق، فقال لـ"
عربي21": "إن المقاتلين جنوب دمشق صمدوا في وقت الحصار، حين مات المئات من الأطفال والشيوخ من الجوع والبرد، وحافظوا على مبادئ ثورتهم حين خذلهم القريب والبعيد، واستمروا في الصمود بعد
الهدنة مع النظام على أمل تحرك الفصائل العسكرية في درعا لفتح طريق إمداد لهم، ولكنهم خذلوا داريا ومن ثم المعضمية ومناطق الريف الدمشقي، الذي تحرر منذ سنوات، والآن يهجر أهله أمام أعين الجميع، دون أن يحركوا شيئا أو يفتحوا معركة للضغط على النظام"، وفق تعبيره.
ورأى أبو محمد أن "التهجير القسري مصير المنطقة كباقي المناطق، مثل البلدات التي سقطت بمحيط السيدة زينب، والتي أصبحت مناطق تحت سيطرة المليشيات الشيعية المكلفة بحماية المقام في السيدة زينب كالضاحية الجنوبية وغيرها".
واستطرد بالقول: "المنطقة الجنوبية تحوي حوالي 100 ألف نسمة من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب"، مضيفا: "كما يوجد فيها عدد كبير من الشبان، يوجد شح كبير في الذخيرة، إلى جانب عدم توفر طريق إمداد، والمعارك التي خاضها الثوار لطرد تنظيم الدولة من المنطقة ومحاربته خلال الهدنة، أدت إلى شح كبير في الذخيرة".
وبيّن أن "تنظيم الدولة حرّك جميع جبهاته العسكرية مع المعارضة، ولم تتحرك جبهاته تجاه جبهات النظام، ولم يطلق رصاصة واحدة باتجاهه"، على حد وصف أبو محمد.